اشتباكات واعتقالات في إيران على خلفية تفكيك خلايا مرتبطة بالموساد وتصاعد الحرب الاستخباراتية مع إسرائيل

أكدت وكالة “مهر” الإيرانية أن اشتباكاً اندلع صباح اليوم الأربعاء بين قوات الأمن الإيرانية وعناصر يُشتبه بارتباطهم بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، وذلك في مدينة ري الواقعة جنوب العاصمة طهران، في أعقاب الإعلان عن توقيف مشتبهين آخرين في مدن إيرانية متعددة.

وأوضحت الوكالة أن الخلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات وُصفت بـ”الإرهابية” في مناطق مكتظة بالسكان داخل طهران، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إحباط المخطط، دون أن تكشف عن عدد أفراد الخلية أو هوياتهم.

وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة “فارس” للأنباء أنه تم اعتقال خمسة أشخاص في مدن خرم آباد وبروجرد ودورود، كانوا يعملون على تنفيذ مهام لصالح الموساد.

من جهته، أفاد موقع “نور نيوز” بأن قوات من الحرس الثوري الإيراني في مدينة الزرندية (بالمحافظة الوسطى) تمكنت من اعتقال عدد من العملاء المرتبطين بإسرائيل، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وفي تطور متصل، أعلنت الشرطة الإيرانية أنها تمكنت من إسقاط 14 طائرة مسيّرة، كما كشفت مواقع مخصصة لصناعة المسيّرات والعبوات الناسفة في كل من طهران وأصفهان ومحافظة البرز، مشيرة إلى اعتقال عدة أشخاص متورطين في هذه الأنشطة.

ويُذكر أن الشرطة الإسرائيلية كانت قد أعلنت، الاثنين الماضي، عن اعتقال خلية تابعة للموساد في مدينة ري، وضبطت بحوزتها مواد متفجرة ومعدات لتصنيع طائرات مسيّرة. وأفادت بأن قوات الأمن والاستخبارات نفذت مداهمة استباقية استناداً إلى بلاغ عن وجود عناصر مشبوهة، مما أسفر عن توقيف المشتبهين.

أنشطة الموساد داخل إيران

وفي يوم الجمعة الماضي، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تنفيذ جهاز الموساد ثلاث عمليات داخل الأراضي الإيرانية، بالتزامن مع الهجوم الجوي الذي شنّته تل أبيب فجر ذلك اليوم.

وأوضحت المصادر أن فرق كوماندوز تابعة للموساد زرعت أنظمة تشغيل لأسلحة دقيقة التوجيه في مناطق مفتوحة قرب مواقع لصواريخ أرض-جو إيرانية، قبل أن يتم تفعيلها بالتزامن مع الغارات الجوية، مما أدى إلى إطلاق صواريخ دقيقة باتجاه أهداف محددة.

وأضافت التقارير أن الموساد نفذ عملية أخرى استهدفت تعطيل قدرات الدفاع الجوي الإيرانية، حيث تم زرع تقنيات هجومية متطورة على مركبات داخل إيران من خلال عمليات سرية.

ووفقاً لمصادر إسرائيلية، فقد أُنشئت قاعدة لطائرات مسيّرة مفخخة داخل إيران في وقت سابق، وتم تشغيل هذه المسيّرات خلال الهجوم الأخير لتوجيه ضربات مباشرة إلى منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض في قاعدة أشفق آباد قرب طهران.

وتشير هذه التطورات إلى تصاعد حدة المواجهة غير المعلنة بين إيران وإسرائيل، خصوصاً على مستوى العمليات الاستخباراتية داخل الأراضي الإيرانية.