الصحة

وضعية نومك قد تقصر عمرك؟

وضعية نومك قد تقصر عمرك؟

رصد وضعية النوم ليس في اهتمام الجميع، ومع ذلك، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نوعية النوم والصحة بشكل عام على المدى الطويل. في بعض الحالات، يمكن أن تكون الوضعية الخاطئة أثراً فعّالاً في تدهور الصحة.

على الرغم من أن البحوث حول تأثيرات وضعية النوم على الحالات الصحية محدودة نسبيًا، إلا أنها تشير عادةً إلى تأثيرها على المشاكل البدنية مثل آلام الظهر، وفقًا لتقرير من نيك هاردينج في ديلي تلغراف.

بحسب سامي مارجو، أخصائي العلاج الطبيعي، “تلعب وضعيات النوم دورًا كبيرًا في صحتك وجودتك للنوم. كل وضعية لها فوائدها وعيوبها، وفهم هذه الديناميات يمكن أن يساعد في اتخاذ التغييرات اللازمة لتحسين نومك وصحتك بشكل عام”.

الدكتورة كات ليدرل، خبيرة في علم النوم، تشير إلى أن عوامل نمط الحياة النهارية عادةً ما تكون جزءًا كبيرًا من المشكلات التي يواجهها الأشخاص في النوم ليلاً.

تقول: “ما تقوم به خلال النهار يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الراحة والتوتر الذي تشعر به عندما تختار وضعية معينة للنوم. من بين أكثر العوامل التي قد تسهم في ذلك هو الحياة الجلوسية، لذا يُحث بشدة على الحركة المنتظمة خلال النهار”.

ومن الجدير بالذكر أن وضعية النوم يمكن أن تؤثر على الصحة بطرق متعددة، بما في ذلك الأثر على الجهاز الهضمي والقلب وحتى الدماغ. على سبيل المثال، يعتبر النوم على الجانب الأيسر مفضلًا للنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من الحموضة المريئية أو GERD، بينما يُفضل لأولئك الذين يعانون من أمراض القلب النوم على الجانب الأيمن.

تشير الدراسات أيضًا إلى أن وضعية النوم يمكن أن تؤثر على عملية تطهير الدماغ من السموم أثناء النوم، والتي تعمل بشكل أفضل عندما يكون الشخص نائمًا على جانبه الأيمن، مما يجعلها محور اهتمام لأولئك الذين يعانون من مخاطر الخرف أو الزهايمر وغيرها من الاضطرابات العصبية.

النوم على الظهر

أحد المشاكل الصحية الشائعة المرتبطة بالنوم على الظهر هي توقف التنفس أثناء النوم، وهو حالة تنشأ نتيجة انتفاخ الأنسجة الرخوة في الجزء الخلفي من الحلق، مما يؤدي إلى انسداد مسار الهواء وتداعيات مثل الشخير وانقطاع التنفس.

توضح الدكتورة ليديرل: “هذه الحالة لها تأثيرات واسعة النطاق على الصحة، وغالباً ما تكون مصحوبة بزيادة الوزن. فهي تؤثر سلباً على جودة واستمرارية النوم، مما يمكن أن يؤدي إلى التعب، وهو مشكلة خطيرة لمن يقودون السيارات. هناك أيضاً آثار صحية جسدية، حيث يعزز سوء جودة النوم خطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب والأمراض المصاحبة الأخرى. انقطاع التنفس أثناء النوم يفتح الباب أمام هذه الحالات الصحية الأخرى”.

إحدى الطرق لتقليل هذه المشكلة هي النوم بوضعية مرتفعة، ومع ذلك، يعتبر النوم على الظهر خيارًا أفضل لأولئك الذين يعانون من آلام في الظهر والرقبة.

توضح مارجو: “الوضع المثالي لمحاذاة العمود الفقري هو الاستلقاء على الظهر مع وضع وسادة تحت الركبتين لتقليل الضغط على الظهر”.

وتشير أيضًا إلى أن النوم على الظهر يمكن أن يكون مفيدًا لتدريب الجسم على هذا الوضع، خاصة مع تقدم السن، حيث يعاني الأشخاص الذين ينامون على الظهر من ألم أقل في الظهر. ويعتبر النوم على الظهر ضروريًا أيضًا للمرضى بعد الجراحات.

النوم على البطن

بالرغم من أن النوم على البطن قد يُقلل من الشخير بفضل فتح المسالك الهوائية أكثر من النوم على الظهر، فإن هذا الوضع قد يسبب زيادة في آلام الرقبة والظهر. توضح مارجو أن التواء الرقبة إلى الجانب يفرض ضغطًا عليها، كما أن النوم على البطن يمكن أن يسبب تقوسًا في العمود الفقري. بالإضافة إلى ذلك، الضغط المباشر على الوجه قد يزيد من ظهور التجاعيد مع مرور الوقت.

لتخفيف الألم الناجم عن وضعية النوم، ينصح الأشخاص الذين ينامون على البطن باستخدام وسادة رفيعة أو عدم استخدام وسادة على الإطلاق للحفاظ على وضعية الرقبة، ووضع وسادة تحت الحوض لدعم الظهر السفلي.

بالنسبة لنصائح النوم في الطقس الحار، يمكن أن تزيد درجات الحرارة المرتفعة من صعوبة النوم، حيث يؤدي الشعور بالحرارة إلى عدم الراحة وزيادة التعرق، مما يجعل السرير رطبًا وغير مريح. بالإضافة إلى ذلك، زيادة ساعات النهار قد تؤثر على الساعة الداخلية للجسم وتؤخر بدء النوم وتزيد من نوبات الاستيقاظ أثناء الليل. وأخيرًا، التعرض المطول للضوء الطبيعي يمكن أن يمنع إنتاج هرمون الميلاتونين الذي ينظم النوم.

لتحسين النوم في الصيف، من المهم الحفاظ على درجة حرارة الغرفة منخفضة باستخدام المراوح أو مكيفات الهواء، إطفاء الأضواء، واستخدام مواد الفراش القطنية أو الكتان لضمان الراحة والنوم الهادئ.

زر الذهاب إلى الأعلى