الصحة

تكرار لقاح كورونا يولد أجساما مضادة تقاوم متحوراته المتعددة وفيروسات أخرى

كشفت دراسة حديثة أميركية عن تأثير اللقاحات المتكررة ضد فيروس كورونا على تطوير أجسام مضادة تعمل على تثبيط متحورات الفيروس، بما في ذلك السلالات القديمة والجديدة، بالإضافة إلى بعض الفيروسات الأخرى. قام باحثون من كلية الطب في جامعة واشنطن الأميركية بإجراء هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة “نيتشر”، وتم نقلها عبر موقع “يوريك ألرت”.

تظهر الدراسة أن اللقاحات المتكررة ضد كوفيد-19، بما في ذلك الجرعات المعززة واللقاحات المحدثة، تساهم في إنتاج أجسام مضادة قادرة على تثبيط نطاق واسع من متحورات فيروس SARS-CoV-2، فضلاً عن بعض الفيروسات التاجية الأخرى. وبينت الدراسة أن إعادة تلقي اللقاح دورياً يساعد في بناء مخزون من الأجسام المضادة التي تقوي الاستجابة المناعية ضد مجموعة متنوعة من الفيروسات التاجية، مما يشمل الفيروسات المتحورة وتلك التي لم تظهر بعد.

تشير النتائج إلى أن التأثير الإيجابي لتكرار تلقي اللقاحات ضد فيروس كورونا يعود إلى جمع بين اللقاحات الأصلية والمتغيرة، مما يعزز الاستجابة المناعية للأفراد. ويشدد كبير الباحثين، مايكل دايموند، على أن هذا النهج يمكن أن يوفر حماية فعالة ضد الفيروسات التاجية المتنوعة، ويجب مراقبة مستويات الأجسام المضادة بانتظام لضمان الحماية المستمرة ضد الأوبئة الناشئة.

يمكن تقسيم فيروسات كورونا التي تؤثر على البشر إلى فئتين رئيسيتين وفقًا لموقع هيلث لاين:

في الفئة الأولى، نجد الفيروسات التاجية البشرية الشائعة، والتي تتألف من أربعة أنواع رئيسية، وهي:

  • فيروس إي 229E.
  • فيروس إن إل 63 NL63.
  • فيروس أو سي 43 OC43.
  • فيروس إتش كي يو 1 HKU1.

هذه الفيروسات عادة ما تسبب أعراضًا خفيفة إلى متوسطة لدى الأشخاص المصابين بها. وعلى الرغم من أن الأفراد في جميع أنحاء العالم عرضة للإصابة بواحدة على الأقل من هذه الفيروسات خلال حياتهم، إلا أنهم عادة ما يتعافون منها دون الحاجة لعلاج خاص.

أما في الفئة الثانية، فيوجد الفيروسات التاجية التي انتقلت إلى البشر من الحيوانات. هذه الفيروسات تُعتبر أكثر خطورة على صحة الإنسان، ومن بينها الفيروس الذي أدى إلى جائحة كوفيد-19. إليك بعض التفاصيل حول هذه الفيروسات:

  • فيروس سارس-كوف (SARS-CoV): يسبب هذا الفيروس متلازمة الالتهاب الرئوي الحادة المعروفة باسم سارس. ظهرت الحالات البشرية الأولى للإصابة بهذا الفيروس في جنوب الصين في نوفمبر/تشرين الثاني 2002. وعلى الرغم من أن الفيروس يُعتقد أنه نشأ في الخفافيش ونقل إلى البشر عبر حيوانات أخرى، فإنه تسبب في إصابة أكثر من 8 آلاف شخص في 26 دولة حول العالم خلال وباء 2002-2003، وأسفر عن وفاة 774 شخصًا. تم احتواء تفشي المرض في منتصف عام 2003 من خلال تنفيذ ممارسات مكافحة العدوى، لكن مع احتمالية عودته فإنه قد يشكل تهديدًا كبيرًا في المستقبل.
  • فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV): يُسبب هذا الفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية المعروفة باسم MERS. ينتقل البشر بواسطة الاتصال بالجمال المصابة بالفيروس، وقد تم تسجيل حالات إصابة بالفيروس بين البشر عن طريق الاتصال الوثيق بالمرضى المصابين.
  • فيروس سارس-كوف-2 (SARS-CoV-2): يُسبب هذا الفيروس مرض كوفيد-19. ظهر فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان بالصين في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2019، وتم ربط بدايته بسوق لبيع المأكولات البحرية والدواجن، لكن مصدره الدقيق ظل مجهولًا. انتشر الفيروس بسرعة كبيرة حول العالم خلال بضعة أشهر، مما أدى إلى انتقاله بين البشر عبر الاتصال الشخصي، وتسبب في جائحة عالمية.
زر الذهاب إلى الأعلى