تقنية

صحفي يتفاجأ بتحول كذبة نيسان إلى “حقيقة” في نتائج بحث غوغل

اعتاد الصحفي بن بلاك نشر قصة زائفة كل عام بمناسبة الأول من أبريل/نيسان عبر موقعه الإخباري المحلي “كومبران لايف” (Cwmbran Life)، في إطار المزاح والتسلية. لكن ما لم يتوقعه، هو أن تتحول إحدى هذه القصص إلى “حقيقة” تتصدر نتائج البحث عبر أداة الذكاء الاصطناعي التابعة لغوغل، بحسب تقرير نشره موقع “بي بي سي”.

بدأ بلاك، البالغ من العمر 48 عامًا، هذه العادة الطريفة منذ عام 2018. وفي عام 2020، نشر قصة ادعى فيها أن بلدة كومبران الويلزية قد دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية لامتلاكها أكبر عدد من الدوارات المرورية لكل كيلومتر مربع. وعلى الرغم من أنه قام بتعديل المقال لاحقًا في اليوم ذاته وأوضح أنه مجرد “كذبة نيسان”، إلا أنه فوجئ لاحقًا بأن الذكاء الاصطناعي لغوغل استمر في عرض القصة كمعلومة موثوقة.

قصة بدأت للمزاح وانتهت بمخاوف جدية

استوحى بلاك فكرته من الطابع العمراني الحديث لبلدة كومبران، حيث تُعد الدوارات وسيلة تنظيمية فعالة. وأضاف إلى قصته اقتباسًا وهميًا من أحد السكان قبل أن ينشرها. وقد لاقت القصة رواجًا واسعًا وأثارت ضحكات القراء.

ومع أن بلاك أوضح لاحقًا أنها مجرد كذبة أبريل، إلا أن تداعيات القصة لم تتوقف عند هذا الحد. إذ تفاجأ في اليوم التالي بأن أحد المواقع الإخبارية الوطنية نشر القصة دون استئذانه، مما صعّب عليه إزالة المعلومات الزائفة لاحقًا من الإنترنت.

وقال بلاك: “لم أكن أتوقع أن تبقى هذه القصة حية بعد خمس سنوات. وعندما بحثت هذا العام عن قصصي السابقة ليوم كذبة أبريل، صدمت عندما وجدت أن الذكاء الاصطناعي لغوغل، إلى جانب موقع لتعليم القيادة، يستخدمان القصة الزائفة كأنها حقيقة مثبتة”.

مخاوف بشأن انتشار المعلومات الكاذبة

أعرب بلاك عن قلقه قائلاً: “من المخيف أن يبحث شخص في أسكتلندا عن الطرق في ويلز ويجد معلومات غير صحيحة. ليست المشكلة في خطورة القصة نفسها، بل في سهولة انتشار الأخبار الكاذبة عبر الإنترنت، حتى لو كان مصدرها موثوقًا”.

وأوضح أن هذه التجربة أبرزت له خطورة الاعتماد غير المدروس على أدوات الذكاء الاصطناعي، خاصة بالنسبة للناشرين المستقلين الذين لا يملكون القدرة على إبرام اتفاقيات مع شركات التكنولوجيا الكبرى، كما تفعل المؤسسات الإعلامية الضخمة.

قرار بالتوقف

بسبب انشغاله هذا العام، لم يتمكن بلاك من نشر قصة كذبة أبريل، لكنه أكد أن التجربة الماضية جعلته يتخذ قرارًا بعدم نشر أي قصص زائفة مستقبلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى