تقنية

2024: عام التحديات الكبرى في قطاع ألعاب الفيديو وأفق الانتعاش في 2025

شهد قطاع ألعاب الفيديو في عام 2024 واحدة من أسوأ سنواته على المستوى الصناعي، حيث تأثرت السوق بشكل كبير من موجات تسريح الموظفين وإغلاق الأستوديوهات. وجاء ذلك بالتزامن مع النسخة العاشرة من جوائز ألعاب الفيديو التي أُقيمت في لوس أنجلوس، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.

“سقوط حر” في الصناعة

في منشور عبر منصة “بلو سكاي” للتواصل الاجتماعي في ديسمبر/كانون الأول، عبّر مايك بيثيل، رئيس أستوديو بريطاني صغير، عن قلقه الشديد، مشيرًا إلى أن “مجال ألعاب الفيديو في حالة سقوط حر”. وأضاف أن “أحلك ساعاتنا تحولت إلى أكثر عامين ظلامًا”.

تسريح الموظفين وإغلاق الأستوديوهات

بحسب إحصاء لموقع “غايم إندستري لاي أوفس”، تم تسريح أكثر من 14,500 موظف في قطاع ألعاب الفيديو على مستوى العالم في عام 2024، مقابل 10,500 موظف تم تسريحهم في العام السابق. كما شهدت السنة إغلاق العديد من الأستوديوهات الكبرى، مثل فرعي “يوبيسوفت” في سان فرانسيسكو وأوساكا، بالإضافة إلى إغلاق “فاير ووك” في أكتوبر/تشرين الأول، وهو أستوديو أمريكي تابع لشركة “سوني” والذي عانى من فشل تجاري مع لعبة “كونكورد”.

تحديات اقتصادية واستثمارات متراجعة

رغم استمرار نمو السوق الذي حقق إيرادات تقدر بـ187.7 مليار دولار في 2024 وفقًا لشركة “نيوزو”، إلا أن الأستوديوهات والشركات الناشرة تواجه تحديات كبيرة في جذب الاستثمارات. فقد انخفضت الاستثمارات في القطاع بشكل كبير خلال العامين الماضيين، مع تحول الأموال إلى مجالات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي.

توجهات التنوع في القطاع

في ضوء الأزمة، تحاول بعض الشركات الرئيسية في الصناعة التنويع، عبر التوسع في مجالات مثل السينما والتلفزيون. فعلى سبيل المثال، حققت شركة “نينتندو” نجاحًا كبيرًا مع فيلم “سوبر ماريو براذرز”، الذي أصبح ثاني أكبر نجاح في شباك التذاكر لعام 2023. كما بدأت بعض الأستوديوهات في إنتاج مسلسلات مثل “فالاوت” و”سيكرت ليفل”.

نجاحات مفاجئة وخيبات أمل

بينما شهدت بعض الألعاب الكبرى نجاحًا ملموسًا، مثل لعبة “كال أوف ديوتي” التي حققت بداية رائعة في سلسلتها، فإن ألعاب أخرى كانت منتظرة بشدة، مثل الجزء الثاني من “فاينل فانتاسي 7” و”ستار وورز أوتلوو”، حققت مبيعات مخيبة للآمال. ووفقًا للمحلل دانيال أحمد من شركة “نيكو بارتنرز”، “من الصعب على الألعاب الجديدة أن تبرز في سوق مليء بالألعاب الناجحة مثل “فورتنايت” و”ماينكرافت”.

النجاحات الصينية في القطاع

بينما يواجه قطاع ألعاب الفيديو تحديات في الغرب، حققت بعض الألعاب الصينية نجاحًا كبيرًا في 2024، مثل لعبة “بلاك ميث: ووكونغ” التي تعتمد على الرواية الصينية الشهيرة “رحلة إلى الغرب”. ووفقًا لتقديرات دانيال أحمد، فإن هذه اللعبة قد باعت أكثر من 25 مليون نسخة، مع 70% من المبيعات التي تمت في الصين، ما يعكس النمو الكبير للقطاع في هذا البلد.

آفاق 2025: هل ستكون سنة الانتعاش؟

يتوقع المحلل شارل لوي بلاناد من شركة “ميدكاب بارتنر” أن يشهد عام 2025 انتعاشًا في القطاع، مع “نهاية النزيف” في الأستوديوهات التي واجهت تحديات في السنوات الماضية. ومن المتوقع أن يكون لإصدارات مثل “جي تي إيه 6” التي ستطرح في خريف 2025، بالإضافة إلى الأجهزة الجديدة التي ستحل محل “نينتندو سويتش”، دور كبير في إعادة الانتعاش للقطاع.

زر الذهاب إلى الأعلى