الكعبي: ضرورة استمرار الاستثمار في مشاريع الطاقة لضمان الاستدامة وتلبية الطلب العالمي

أكد المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، أهمية مواصلة الاستثمار في مشاريع الطاقة، مشددًا على أن الوصول إلى سعر عادل للنفط يشكل عاملًا حاسمًا في ضمان استمرارية الإنتاج وتأمين احتياطيات إضافية.
وفي كلمة له خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات منتدى قطر الاقتصادي تناولت أمن الطاقة العالمي وضمان الإمدادات، قال الكعبي: “نحتاج إلى سعر يتراوح بين 70 و80 دولارًا للبرميل من أجل الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية ودعم التوسع المستقبلي. غياب الاستثمارات الكافية لاستدامة الطاقة قد يؤدي إلى أزمات حقيقية ونقص في الإمدادات”.
وأشار الكعبي إلى أن النمو السكاني العالمي المتوقع، والذي يتراوح بين 1.5 و2 مليار نسمة خلال العقدين أو الثلاثة المقبلة، يفرض ضرورة ضخ مزيد من الطاقة في الأسواق، خاصة في ظل وجود نحو مليار شخص حول العالم لا يستطيعون الوصول إلى مصادر الطاقة الأساسية، مؤكدًا أن “الطلب المتزايد على الكهرباء والطاقة يجعل من غير المنطقي القلق بشأن فائض في المعروض”.
التوسع في التنقيب والاستكشاف
وتطرق الكعبي إلى أنشطة التنقيب والاستكشاف، مشيرًا إلى أن قطر للطاقة تُعد من كبرى الشركات العالمية من حيث امتلاك حقوق الاستكشاف في مناطق متعددة حول العالم، مضيفًا: “حققنا نجاحات مهمة في عدد من المناطق، ونواصل جهودنا لاستكشاف المزيد. نحن متفائلون بالمستقبل، لكن هذا المسار يتطلب وقتًا وجهدًا متواصلين”.
نمو كبير في تجارة الغاز الطبيعي المسال
وفيما يتعلق بالغاز، أعرب الكعبي عن اعتزازه بالنمو اللافت لشركة قطر للطاقة للتجارة، موضحًا أن الشركة بدأت نشاطها التجاري منذ سنوات قليلة، وتُتداول حاليًا نحو 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا. وأضاف: “مع التوسعات المخطط لها، سيصل إنتاجنا إلى 160 مليون طن، بما في ذلك العمليات في الولايات المتحدة. كما يضم أسطولنا حاليًا 70 ناقلة، ومن المتوقع أن نضيف 128 سفينة جديدة، ما يعزز قدرتنا التسويقية العالمية”.
علاقات قوية مع الأسواق الآسيوية
وأشار الكعبي إلى متانة العلاقات التجارية مع آسيا، لاسيما الصين والهند، موضحًا أن الصين تُعد أكبر مشترٍ للغاز القطري، بينما تسعى الدوحة إلى توسيع حجم الصادرات لكلا السوقين، بالإضافة إلى أسواق أخرى حول العالم.
شراكات استراتيجية مع الولايات المتحدة
وحول العلاقات مع الولايات المتحدة، خاصة في ضوء زيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى قطر، أوضح الكعبي أن الزيارة أثمرت عن توقيع عدة اتفاقيات مهمة، من ضمنها مشروع “غولدن باس” لتصدير الغاز الطبيعي المسال، ومصنع “غولدن ترايانغل” للبتروكيماويات الذي يضم أكبر وحدة لتكسير الإيثان عالميًا.
صفقة بوينغ الأوفر تجاريًا
وفي سياق آخر، أوضح الكعبي، بصفته رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية القطرية، أن الشركة طرحت مناقصة لتوسيع أسطول طائراتها، وكانت صفقة بوينغ هي الأفضل تجاريًا مقارنة بنظيرتها من شركة إيرباص. وأكد أن قرار المضي قدمًا في الصفقة تم بناء على جدواها الاقتصادية وليس تحت أي ضغوط.
وردًا على سؤال حول وجود ضغوط لإبرام صفقات بعينها، قال الكعبي: “الرئيس ترامب رجل أعمال متمرس ويدرك طبيعة السوق. لقد عملت شركات أميركية في قطر لأكثر من 70 عامًا، ولم نواجه أي ضغوط في هذا الشأن. صفقاتنا تُبنى على المصالح المشتركة”.
أرباح الخطوط القطرية.. ثمرة لجهود الفريق
وفيما يتعلق بالأداء المالي للخطوط الجوية القطرية، أعرب الكعبي عن تقديره العميق لجهود موظفي الشركة، قائلًا: “نحن مدينون بهذا النجاح لكل فرد يعمل في الشركة، من الطيارين وطواقم الطائرات إلى موظفي الخدمات الأرضية، فضلًا عن ولاء عملائنا الكرام. علينا الحفاظ على هذه الوتيرة لضمان استمرار الأرباح”.
رسالة دعم لطيران الرياض
وفي ختام تصريحاته، عبّر الكعبي عن سعادته بدخول “طيران الرياض” إلى قطاع الطيران الإقليمي، مؤكدًا: “نشجع أشقاءنا في المملكة العربية السعودية على هذا التوسع. المملكة بلد كبير ومؤهل للنمو في قطاع الطيران، ونحن مستعدون في الخطوط الجوية القطرية لدعمهم بكل ما نستطيع، ونتمنى لهم كل النجاح والتوفيق”.