ما هو السكري من النوع الخامس؟ اكتشاف جديد يوسّع فهمنا للمرض المزمن

في تطور حديث، أعلن الاتحاد الدولي للسكري عن تصنيف “السكري من النوع الخامس” كنوع مستقل من أنواع داء السكري، ليضاف إلى القائمة المتزايدة لأشكال هذا المرض المعقّد. ورغم التسميات الرقمية الشائعة (النوع الأول، النوع الثاني… إلخ)، فإن واقع السكري أكثر تعقيدًا مما توحي به هذه الأرقام، إذ يشمل أكثر من 12 نوعًا مختلفًا، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الإندبندنت للكاتب كريغ بيل.
ما هو داء السكري؟
السكري هو اضطراب استقلابي يؤثر على قدرة الجسم على استخدام الغلوكوز (سكر الدم) كمصدر للطاقة. ينتج المرض إما عن نقص في هرمون الإنسولين الذي يُفرزه البنكرياس، أو عن ضعف استجابة الخلايا للإنسولين، ما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم بمستويات تفوق الحد الطبيعي، الأمر الذي ينعكس سلبًا على مختلف وظائف الجسم.
الأنواع المعروفة من داء السكري
1. السكري من النوع الأول
ينجم عن تدمير ذاتي مناعي لخلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين، وقد يصيب الأشخاص في أي عمر. لا يرتبط بنمط الحياة، ويتطلب علاجًا بالإنسولين مدى الحياة.
2. السكري من النوع الثاني
الأكثر شيوعًا، ويرتبط غالبًا بالسمنة والعوامل الوراثية. يُعالج من خلال تعديلات في نمط الحياة، إلى جانب الأدوية، مثل الميتفورمين، الذي يزيد من حساسية الجسم للإنسولين ويقلل إنتاج الكبد للغلوكوز.
3. سكري الحمل
يتطور خلال فترة الحمل بسبب تغيرات هرمونية تؤثر على حساسية الجسم للإنسولين. يُعالج بالنظام الغذائي، أو أحيانًا بالأدوية أو الإنسولين.
4. أنواع نادرة أخرى
تشمل السكري الوليدي، و”مودي”، وسكري النوع 3c (الناجم عن تلف في البنكرياس)، والسكري المرتبط بالتليف الكيسي. وتعود هذه الأنواع إلى تغيرات وراثية أو إلى تأثيرات جانبية لعلاجات معينة مثل الستيرويدات.
ما هو السكري من النوع الخامس؟
السكري من النوع الخامس هو نوع جديد يتركز في الدول الفقيرة، ويُصيب نحو 25 مليون شخص حول العالم. يتميز هذا النوع بوجود نقص في الوزن ونقص في إنتاج الإنسولين، ولكن دون وجود أي تفاعل مناعي ذاتي، كما هو الحال في النوع الأول.
يرتبط السكري من النوع الخامس غالبًا بـسوء التغذية في مراحل مبكرة من الحياة، مثل فترة الحمل أو الطفولة. إذ تشير الدراسات إلى أن نقص البروتين في النظام الغذائي للأم أثناء الحمل أو في سنوات الطفولة قد يعيق نمو البنكرياس لدى الجنين أو الطفل، ما يؤدي إلى انخفاض عدد الخلايا المنتجة للإنسولين لاحقًا.
ووجد الباحثون في تجارب على القوارض أن التغذية الضعيفة في المراحل المبكرة من النمو تؤدي إلى صغر حجم البنكرياس، مما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأنواع متعددة من السكري، بما في ذلك النوع الخامس.
أعراض السكري من النوع الخامس
تشبه أعراض النوع الخامس إلى حد كبير باقي أنواع السكري، ومنها:
- العطش الشديد
- التبول المتكرر، خصوصًا ليلاً
- التعب المزمن
- فقدان الوزن غير المبرر
- ضعف العضلات
- تشوش الرؤية
لماذا يهم هذا التصنيف الجديد؟
تصنيف “السكري من النوع الخامس” بشكل مستقل يسهم في تحسين التشخيص والعلاج، ويفتح الباب أمام اعتماد بروتوكولات خاصة به، تأخذ في الاعتبار البيئة الغذائية والاقتصادية التي ينشأ فيها المرض.
كما أن هذا النوع يسلّط الضوء على العلاقة العميقة بين سوء التغذية والصحة العامة، ويؤكد أن الوقاية تبدأ في المراحل المبكرة من الحياة، بل وأحيانًا قبل الولادة.