ملامح اتفاق محتمل بين إسرائيل ولبنان وسط تصعيد ميداني ومعاناة إنسانية
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلاً عن مصادر إقليمية وأميركية مطلعة، أن هناك ملامح لاتفاق محتمل بين إسرائيل ولبنان بدأت تتضح، مما يفتح الباب لتفاؤل حذر بإمكانية التوصل إلى تسوية.
وأوضحت الصحيفة أن تفاصيل تنفيذ التسوية لا تزال بحاجة إلى تفاهمات إضافية، مشيرة إلى أن الاتفاق المحتمل يتضمن هدنة لمدة 60 يوماً، تنسحب خلالها إسرائيل من لبنان، بينما يتراجع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني.
تصريحات غالانت
وفي سياق متصل، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي المقال، يوآف غالانت، عن إحراز تقدم كبير في المفاوضات المتعلقة بالتسوية مع لبنان، مشيراً إلى أن ذلك يشمل ضمان عودة سكان المناطق الشمالية إلى منازلهم بأمان.
جاءت تصريحات غالانت في تغريدة نشرها عبر منصة “إكس” عقب اجتماعه مع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، حيث وصف اللقاء بـ”الناجح”. وأكد غالانت أن “الإنجازات الأمنية والعسكرية التي تحققت خلال فترة توليه المنصب الأمني تتيح لإسرائيل المضي قدماً في الاستيطان وإعادة السكان إلى منازلهم”. كما أضاف أن هذه الخطوة ستساهم في إضعاف إيران وحزب الله بشكل كبير، وتتيح لإسرائيل تنفيذ عمليات إضافية لتحقيق أهدافها في غزة واستعادة المختطفين.
تطورات المفاوضات
من جانبها، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن هناك تقديرات إسرائيلية تشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان خلال أيام، في حال حلّ القضايا العالقة. وأشارت الصحيفة إلى أن أبرز النقاط الخلافية تشمل رفض إسرائيل لأي دور فرنسي في آلية المراقبة، بالإضافة إلى خلافات بشأن صياغة بعض البنود المرتبطة بالنقاط الحدودية المتنازع عليها.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على المفاوضات أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين حقق تقدماً وصفته بـ”الكبير”، لكنه أشار إلى أن المزيد من العمل لا يزال مطلوباً للوصول إلى اتفاق نهائي. ودعا هوكشتاين المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين إلى اتخاذ قرار حاسم لإنجاز الاتفاق.
الأوضاع الميدانية
يُذكر أن هوكشتاين زار إسرائيل بعد جولة مباحثات في لبنان التقى خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث أشار إلى أجواء إيجابية وتقدّم في مسار التسوية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي توسّع ليشمل معظم مناطقه، بما في ذلك العاصمة بيروت، من خلال غارات جوية وغزو بري في الجنوب. وأسفر العدوان، الذي بدأ بعد تصاعد العمليات العسكرية إثر حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن مقتل 3583 شخصاً وإصابة أكثر من 15 ألفاً، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى نزوح نحو 1.4 مليون شخص.
في المقابل، يواصل حزب الله الرد بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية، حيث تعلن إسرائيل عن بعض خسائرها بينما تفرض تعتيماً على الجوانب الأخرى، وفقاً لمراقبين.