الأخبار الدولية

مطالبات أممية وأوروبية عاجلة بإنهاء الحصار وإدخال المساعدات إلى غزة

دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إلى الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدَين أن الأوضاع في القطاع أصبحت “شاذة بشكل مروع”. وفي السياق ذاته، طالبت سبع دول أوروبية برفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، وإنهاء ما وصفته بـ”الإبادة الجماعية” المستمرة هناك.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان صدر الجمعة، إن التصعيد الإسرائيلي الأخير شهد تزايدًا حادًا في عدد القتلى، واستهدافًا مباشرًا للمستشفيات، مما فاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلًا. وأكد تورك ضرورة اتخاذ تحرك دولي عاجل للحيلولة دون سقوط مزيد من الضحايا، مشيرًا إلى تفاقم أزمة الجوع الناجمة عن الحصار الإسرائيلي، وأضاف: “يجب أن يتوقف هذا الجنون”.

وانتقد تورك المقترحات البديلة التي تدعمها الولايات المتحدة لإيصال المساعدات، معتبرًا أنها مضيعة للوقت، في ظل امتلاك الأمم المتحدة خطة جاهزة وجديرة بالثقة، تتضمن 160 ألف منصة متحركة جاهزة للدخول الفوري إلى غزة. وأضاف: “لمن يقترحون آليات بديلة، نقول: لا تضيعوا الوقت، لدينا خطة جاهزة”.

وحذّر تورك من أن استمرار تدمير البنية التحتية، والتهجير القسري للسكان، وحرمانهم من المساعدات الإنسانية، يشير إلى وجود نوايا لفرض تغيير ديموغرافي دائم في غزة، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويرقى إلى جريمة تطهير عرقي.

من جهته، وصف المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لايركه، الوضع في غزة بأنه “غير مسبوق ومروع”، مؤكدًا على ضرورة ممارسة الرأي العام العالمي ضغوطًا فعالة على قادة العالم لوقف هذه الكارثة الإنسانية.

سبع دول أوروبية تدعو لإنهاء الحصار والإبادة

في موقف لافت، طالب قادة سبع دول أوروبية، هي إسبانيا، والنرويج، وآيسلندا، وأيرلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، وسلوفينيا، إسرائيل بالتفاوض الجاد لإنهاء الحرب على غزة ورفع الحصار عنها. وجاء في بيانهم المشترك، الصادر الجمعة، رفضهم القاطع لأي مخططات للتهجير القسري أو لإحداث تغيير ديموغرافي في القطاع.

وأكد القادة الأوروبيون: “لن نقف صامتين أمام الكارثة الإنسانية التي تُرتكب بأيدٍ بشرية أمام أعيننا في غزة”، محذرين من أن مزيدًا من المدنيين قد يلقون حتفهم جوعًا خلال الأيام والأسابيع المقبلة، إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

ودعا البيان المشترك حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى “التراجع الفوري عن سياساتها الحالية، والامتناع عن شن عمليات عسكرية إضافية في القطاع”، مشددًا على ضرورة رفع الحصار كليًا، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بأمان وسرعة ودون عوائق إلى مختلف مناطق غزة، عبر الجهات الإنسانية الدولية وبما يتماشى مع المبادئ الإنسانية.

كما دعا القادة الأوروبيون إلى دعم وكالة الأونروا والمنظمات الإنسانية الأخرى، وضمان وصولها الآمن وغير المقيد إلى المدنيين المحتاجين داخل القطاع.

حماس ترحب بالموقف الأوروبي وتدعو لموقف عربي موحد

في المقابل، رحّبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالمواقف الأوروبية، معتبرة إياها “شجاعة ومسؤولة”، كما عبّرت عن تقديرها لموقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، ورفع الحصار، وندد بانتهاكات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين.

وأعربت الحركة عن أملها في أن تتبلور مواقف عربية موحدة وقوية تضغط باتجاه إنهاء العدوان، وتأمين إدخال عاجل للمساعدات الإغاثية والطبية إلى غزة لإنقاذ الأرواح.

ويُذكر أن إسرائيل تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ أكثر من 75 يومًا، في ظل عدوان متواصل بدأ منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفر – بدعم أميركي كامل – عن ارتكاب مجازر أودت بحياة أكثر من 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يفوق 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل وأزمة إنسانية غير مسبوقة.

زر الذهاب إلى الأعلى