تأخر اتفاق وقف إطلاق النار: اعتراف بايدن ومسؤولية الأطراف المتنازعة


عندما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الأربعاء، عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، شدد في خطابه على أن هذا الاتفاق هو نفسه الذي قدمه في مايو/أيار الماضي. ويبدو أن بايدن أقر ضمنيًا بأن التأخير في التوصل إلى هذا الاتفاق قد أسفر عن مقتل آلاف الفلسطينيين وأسر عدد من الإسرائيليين، وفقًا لموقع “إنترسبت” الأميركي.
وفي تقرير أعده جوناه فالديز، أشار الموقع إلى أن بايدن، في محاولة واضحة لتعزيز مكانته السياسية قبل مغادرته البيت الأبيض، قال: “هذا هو اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقترحته في الربيع الماضي. الوصول إلى هذه النقطة لم يكن سهلاً، بل جاء نتيجة الضغوط التي مارستها إسرائيل على حماس بدعم من الولايات المتحدة”.
انتقادات للتأخير
لكن خبراء وأميركيين من أصل فلسطيني كانوا يدافعون عن وقف إطلاق النار رأوا في تصريحات بايدن اعترافًا بأن الاتفاق كان يمكن التوصل إليه قبل أشهر، مما كان سيجنب وقوع العديد من الضحايا. وقال خالد الجندي، الأستاذ المساعد في جامعة جورج تاون وأحد المشاركين سابقًا في مفاوضات بين القيادة الفلسطينية وإسرائيل، إن “الاتفاق مرحب به بالطبع، لكنه جاء متأخرًا جدًا، وكان يمكن التوصل إليه قبل 6 أو 7 أشهر”.
من جهته، أكد يوسف منير، رئيس برنامج فلسطين/إسرائيل في المركز العربي بواشنطن، أن الاتفاق “كان يمكن أن يُبرم في وقت أبكر بكثير”.
عوائق إسرائيلية
ورغم ذلك، أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ البداية على عدم إبرام الاتفاق قبل تدمير حركة حماس بشكل كامل. ووصف أعضاء في حكومته مقترح الاتفاق بأنه “انتصار للإرهاب”. كما وضع نتنياهو شروطًا إضافية، مثل حق الجيش الإسرائيلي في فحص جميع الفلسطينيين النازحين العائدين إلى شمال غزة، ورفض الانسحاب من ممر فيلادلفيا، وهي شروط قوبلت بالرفض من قبل حماس ومصر.
وأشار منير إلى أن “السبب في تأخير الاتفاق لمدة 8 أشهر يعود إلى عدم استعداد الجانب الإسرائيلي للقبول بالواقع الجديد، ورغبته في مواصلة التدمير، مع تقاعس أميركي عن ممارسة ضغوط كافية عليه”.
قلق من استمرار التصعيد
ورغم الضغوط التي مارسها أنصار فلسطين على إدارة بايدن، رفض الرئيس الأميركي ونائبته كامالا هاريس ممارسة ضغط فعلي على إسرائيل، بل أكدوا استعدادهم لتقديم المزيد من الدعم العسكري لها. واعتبر منير أن نتنياهو استغل التوقيت السياسي في ظل عام انتخابي أميركي ليواصل التصرف دون رادع.
وأضاف منير أن هناك مخاوف من أن تستمر إسرائيل في شن هجمات على قطاع غزة حتى بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، بهدف إلحاق أكبر ضرر ممكن، خاصة مع فشلها في القضاء الكامل على حماس.
ووفقًا للموقع، فإن إسرائيل استمرت في قصف جنوب لبنان بعد التوصل إلى اتفاق سلام مع حزب الله اللبناني في نوفمبر/تشرين الثاني، ما أثار قلقًا من إمكانية استئناف المعارك رغم الاتفاق الحالي. وأشار خالد الجندي إلى أن الاتفاقات السابقة، مثل أوسلو واتفاق واي ريفر، لم تحقق السلام الدائم الذي كان مأمولًا.