الأخبار الدولية

الاستخبارات الألمانية تصنّف حزب “البديل” تنظيماً يمينياً متطرفاً وسط تصاعد التوترات السياسية

أعلن جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني، يوم الجمعة، تصنيف حزب “البديل من أجل ألمانيا” كتنظيم يميني متطرف، في خطوة من شأنها تصعيد المواجهة مع أحد أبرز أحزاب المعارضة في البلاد.

ويتيح هذا التصنيف للأجهزة الأمنية توسيع نطاق صلاحياتها في مراقبة الحزب، بما في ذلك التنصت على المكالمات الهاتفية، ومراقبة الاتصالات، وتجنيد عملاء سريين داخل صفوفه، وهو ما كان يخضع لقيود قانونية صارمة في السابق.

وأوضحت الهيئة أن القرار استند إلى ما اعتبرته محاولات ممنهجة من الحزب لتقويض النظام الديمقراطي الحر في ألمانيا، مستشهدة بتصريحات معادية للأجانب، ولا سيما المسلمين، صادرة عن قيادات بارزة فيه.

وفي أول رد فعل على القرار، أدان قادة الحزب ما وصفوه بأنه “ضربة قاسية للديمقراطية”، وأعلنوا عزمهم اللجوء إلى القضاء للطعن فيه. واعتبر رئيسا الحزب، أليس فايديل وتينو كروبالا، أن الحزب يتعرض لما وصفاه بـ”حملة تشويه وتجريم سياسي ممنهج”.

ووفق ما جاء في بيان الاستخبارات، فإن الحزب يسعى إلى “إقصاء شرائح معينة من السكان عن المشاركة المتساوية في المجتمع”، مؤكداً أن “البديل من أجل ألمانيا” لا يعترف بالمواطنين ذوي الأصول المهاجرة من دول إسلامية كأعضاء متساوين في المجتمع الألماني.

ويأتي هذا القرار بعد أن حقق الحزب نتائج قوية في الانتخابات التشريعية التي جرت في فبراير/شباط الماضي، حيث حل في المرتبة الثانية بنسبة تجاوزت 20%، خلف التحالف المحافظ بقيادة فريدريش ميرتس، زعيم الاتحاد المسيحي الديمقراطي.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تقارباً ملحوظاً في نسب التأييد بين الحزبين، مع تفوق “البديل” في بعضها. ورغم تعهد الأحزاب التقليدية بعدم التعاون مع الحزب، فإن ميرتس كسر هذا الحظر مؤقتاً خلال الحملة الانتخابية، بدعمه لمقترح من “البديل” لتشديد سياسات الهجرة، وهو ما أثار موجة احتجاجات واسعة. لكنه عاد لاحقاً ليؤكد رفضه لأي تحالف مع الحزب وشكّل ائتلافاً مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس.

انتقادات أميركية

وعلى الصعيد الدولي، أثار القرار ردود فعل خارجية، حيث وصف السيناتور الأميركي ماركو روبيو الخطوة بأنها “تجسيد للطغيان المقنّع”، قائلاً إنها “تتنافى مع المبادئ الديمقراطية”. وردت الخارجية الألمانية على ذلك عبر منصة “إكس”، مؤكدة أن “هذه هي الديمقراطية، وقد تعلمنا من تاريخنا أن التطرف اليميني يجب أن يُواجَه”.

كما انتقد نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس السلطات الألمانية، قائلاً إن “جدار برلين قد أعيد بناؤه، ولكن هذه المرة من قبل النخبة السياسية الألمانية وليس الروس”، مضيفاً: “الغرب هدم الجدار معاً، لكنه اليوم يُعاد بناؤه من الداخل”.

يُذكر أن الحزب حظي خلال حملته الانتخابية الأخيرة بدعم رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، الذي وصفه بـ”الأمل الوحيد لإنقاذ ألمانيا”. وشارك ماسك في فعالية انتخابية للحزب عبر الفيديو، كما أجرى مقابلة مع فايديل على منصته “إكس”.

ويواجه حزب “البديل” اتهامات مستمرة بإطلاق تصريحات تمجّد الرموز النازية أو تقلل من فظائع العهد النازي، إضافة إلى شبهات بتلقي دعم من موسكو، واتهامات حديثة بالتجسس لصالح الصين طالت أحد مساعدي نواب الحزب في البرلمان الأوروبي.

وفي هذا السياق، دعا النائب عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، رالف شتيغنر، في تصريح لمجلة “دير شبيغل”، إلى ضرورة “التصدي لأعداء الديمقراطية بكافة الوسائل السياسية والقانونية المتاحة”.

زر الذهاب إلى الأعلى