الصحة

اكتشاف علمي جديد يكشف كيف يدمر بروتين ألزهايمر الوصلات العصبية في الدماغ البشري الحي

في إنجاز علمي غير مسبوق، نجح باحثون في استخدام أنسجة دماغية بشرية حية للكشف عن كيفية التصاق بروتين مرتبط بمرض ألزهايمر بالوصلات العصبية بين خلايا الدماغ، مما يؤدي إلى تلفها. ويُعد هذا النهج المبتكر خطوة متقدمة تتيح للعلماء فرصة نادرة لدراسة المراحل المبكرة من المرض في بيئة خلوية بشرية حية.

وقد أُجريت الدراسة من قبل باحثين في جامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة، ونُشرت نتائجها في مجلة نيتشر كومينيكيشنز بتاريخ 30 أبريل/نيسان، كما تناولتها صحيفة الديلي ميل البريطانية.

ويرتبط هذا التلف بحدوث خلل في طريقة طي أحد البروتينات، مما يجعله يطوي بشكل غير طبيعي. وتتجمع النسخ غير السليمة من هذا البروتين لتشكل ترسبات ليفية سامة وغير قابلة للذوبان تُعرف باسم “أميلويد بيتا”، والتي تسبب أضراراً جسيمة لخلايا الدماغ.

وفي إطار الدراسة، عرّض الباحثون شرائح صغيرة من أنسجة دماغية بشرية سليمة – جُمعت خلال عمليات جراحية عصبية روتينية – إلى بروتين أميلويد بيتا السام. وأظهرت النتائج أن حتى التغيرات الطفيفة في مستويات هذا البروتين كفيلة بإحداث اضطراب في وظيفة خلايا الدماغ.

كما أظهر التحليل أن شرائح الدماغ المأخوذة من الفص الصدغي – وهي منطقة معروفة بتأثرها المبكر في حالات ألزهايمر – تطلق مستويات أعلى من بروتين مرضي آخر يُعرف باسم “تاو”.

ويستهدف مرض ألزهايمر على وجه التحديد المشابك العصبية، وهي نقاط الاتصال التي تسمح بانتقال الإشارات بين خلايا الدماغ، وتُعد أساسية للحفاظ على وظائف الإدراك والذاكرة. وقد تبيّن أن تدهور هذه المشابك يُعد مؤشراً قوياً على تراجع القدرات المعرفية.

ويأمل الفريق البحثي أن يُسهم هذا الاكتشاف في تسريع اختبار فعالية العلاجات التجريبية قبل انتقالها إلى المراحل السريرية، مما قد يُعزز من فرص تطوير أدوية فعالة تستهدف المرض داخل الدماغ البشري مباشرة.

زر الذهاب إلى الأعلى