تقنية

ارتفاع الإنفاق على الألعاب الرقمية بالمنطقة العربية هل يجذب المزيد من الاستثمارات؟

ارتفاع الإنفاق على الألعاب الرقمية بالمنطقة العربية هل يجذب المزيد من الاستثمارات؟

تطورت صناعة ألعاب الفيديو بشكل ملحوظ لتصبح واحدة من أهم الصناعات الرقمية في العالم، حيث لم تعد مجرد وسيلة تسلية للأطفال بل أصبحت جزءاً أساسياً من الترفيه العالمي. يعود هذا التطور الهائل جزئياً إلى تقدم التكنولوجيا وزيادة قدرات الحواسيب والمعالجات، مما جعلها قادرة على إنشاء عوالم افتراضية تشبه الواقع بشكل مذهل.

بفضل هذه التطورات، أصبحت الألعاب الرقمية جزءاً لا يتجزأ من هوية الكثير من الشباب في جيل الألفية وجيل زد، الذين يشكلون اليوم القوة الشرائية الرئيسية في العالم. وفقًا لدراسة نشرتها مجلة “فوربس”، يتحكم هؤلاء الشباب في أكثر من 300 مليار دولار سنويًا.

ومن المنطق أن يتوجه جزء كبير من هذا الدخل إلى الألعاب الرقمية التي يفضلها هؤلاء الشباب، حيث كشفت دراسة نشرتها مجلة “فارايتي” أن 52% من جيل الألفية يمضون وقتهم في ممارسة ألعاب الفيديو.

وتأتي المنطقة العربية ضمن هذا الاهتمام العالمي، حيث شهدت زيادة في الإنفاق على الألعاب الرقمية في العام 2023، حيث بلغت قيمتها 1.92 مليار دولار، ومن المتوقع أن تتجاوز 2.6 مليار دولار بحلول عام 2027.

المزيد من الإقبال على الألعاب الرقمية في المنطقة العربية

أصدرت شركة “نيكو بارتنرز” تقريراً سنوياً في بداية فبراير/شباط 2024 يكشف عن تفاصيل الإنفاق المحلي على قطاع الألعاب الرقمية في المنطقة العربية، المعروفة أيضاً بـ “مينا- 3″، وهي المنطقة التي تشمل الدول الثلاث الرئيسية في الإنفاق على هذا القطاع.

وأظهر التقرير ارتفاع الإنفاق على الألعاب الرقمية في المنطقة العربية بنسبة 7.8% عن العام السابق، ليصل إلى حوالي 1.92 مليار دولار في العام الحالي، مع توقعات بزيادته إلى 2.65 مليار دولار بحلول عام 2027.

وتصدرت المملكة العربية السعودية قائمة الدول الأكثر إنفاقاً على الألعاب الرقمية في المنطقة، حيث شكلت نسبة 57.6% من إجمالي الإنفاق، تلتها دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 31.9%، ومصر بنسبة 10.5%.

وبالرغم من قيادة السعودية في الإنفاق، إلا أن توزيع اللاعبين في المنطقة يختلف كثيراً، حيث يمتلك اللاعبون في مصر نسبة 58.5% من إجمالي عدد اللاعبين، في حين يمتلك اللاعبون في السعودية نسبة 30.4%، والإمارات نسبة 11.1%، وبلغ إجمالي عدد اللاعبين هذا العام حوالي 68.4 مليون لاعب.

توقعت الشركة أن تتفق نسب الإنفاق في المنطقة مع معدلات الإنفاق العالمية على منصات الألعاب الرقمية، حيث تمثل ألعاب الهواتف المحمولة 49% من إجمالي الإنفاق، تلتها ألعاب المنصات المنزلية بنسبة 29%، وألعاب الحاسوب الشخصي بنسبة 21%.

من جانبها، شهدت السعودية دعماً حكومياً كبيراً لقطاع الألعاب الرقمية، بما في ذلك إعلان إقامة كأس العالم للرياضات الإلكترونية وتأسيس مجموعة سافي للاستثمار بدعم من الصندوق السعودي للاستثمار بقيمة تصل إلى 37.8 مليار دولار.

وعلى الرغم من الاستثمارات المتزايدة في هذا القطاع، فإن بعض الشركات لا تزال تتجاهل القوانين والاشتراطات المحلية في إطلاق الألعاب الرقمية عالمياً، ولكن مع ذلك، تظل العديد من الشركات تولي اهتماماً خاصاً بالمنطقة وتسعى لتلبية احتياجاتها وتقديم الألعاب المناسبة.

وفي الختام، يبقى السؤال المثار هو ما إذا كانت الألعاب الرقمية العربية ستكون قادرة على المنافسة عالمياً في المستقبل أم لا، خاصة مع غياب شركات تطوير الألعاب المحلية عن الساحة.

زر الذهاب إلى الأعلى