اقتصاد

وزير الطاقة الأميركي يؤكد مراقبة الوضع في الشرق الأوسط وتأثيره على إمدادات النفط العالمية

قال وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، أمس الجمعة، إنّه وفريقه يعملون بالتنسيق مع مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لمراقبة التطورات في الشرق الأوسط، وتقييم أي تأثيرات محتملة على إمدادات الطاقة العالمية.

وأضاف رايت، عبر حسابه في منصة إكس، أن سياسة الرئيس دونالد ترامب الرامية إلى تعظيم إنتاج النفط والغاز الأميركيين تعزز من أمن الطاقة الوطني.

جاءت هذه التصريحات في أعقاب الضربات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية وردود إيران الصاروخية، حيث أشار محللون إلى أن منشآت النفط والغاز في إيران، العضو في منظمة أوبك، لم تُستهدف في هذه الهجمات.

وشهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا بنسبة 7% يوم الجمعة، لتتجاوز 74 دولارًا للبرميل، وسط مخاوف المستثمرين من توسع نطاق الصراع في المنطقة.

وذكرت شركة “كلير فيو إنرجي بارتنرز” في مذكرة موجهة لعملائها أن أسعار البنزين في الولايات المتحدة قد ترتفع بنحو 20 سنتًا للغالون خلال الأيام المقبلة، بالتزامن مع موسم الذروة الصيفي للقيادة، ما قد يضع ضغوطًا اقتصادية وسياسية على إدارة ترامب التي ركزت في حملتها على تخفيض تكاليف الطاقة.

وأوضحت الشركة أن هذا الارتفاع قد يدفع الإدارة الأميركية إلى استغلال احتياطيات النفط الاستراتيجية، والسعي نحو زيادة الإمدادات من تحالف “أوبك بلس”، وقد يعقد جهود تشديد العقوبات على روسيا، التي تعد من أكبر ثلاثة منتجين عالميًا للنفط.

ويُذكر أن الاحتياطي النفطي الاستراتيجي للولايات المتحدة هو الأكبر في العالم، ويضم حالياً أكثر من 402 مليون برميل من النفط الخام.

من جانبه، أكد فاتح بيرول، مدير وكالة الطاقة الدولية، عبر منصة إكس، أن نظام أمن النفط التابع للوكالة، والذي يشمل الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي، يحتوي على أكثر من 1.2 مليار برميل من مخزونات الطوارئ.

وفي المقابل، انتقدت منظمة أوبك تصريحات بيرول، ووصفتها بأنها “إنذارات كاذبة تثير شعورًا بالخوف في الأسواق”.

ويحذر خبراء من “كوميرزبنك” من احتمال تفاقم التصعيد وتأثيره على إمدادات النفط، خاصة أن ثلث الإنتاج العالمي يأتي من منطقة الشرق الأوسط.

وقال آندي ليبو، من مركز “ليبو أويل أسوشييتس”، إن إيران حتى الآن لم تتعرض منشآتها النفطية لأي أضرار، لكن هناك احتمالًا بأن تستهدف ناقلات النفط المتجهة إلى الولايات المتحدة.

في حين أشار مارك مالك، من مركز “سايبرت فاينانشل”، إلى أن قوة إيران تكمن في موقعها الاستراتيجي الجغرافي أكثر منها في حجم إنتاجها.

أما آرني لومان راسموسن، من مركز “غلوبل ريسك مانجمنت”، فحذر من أن أي إغلاق لمضيق هرمز سيكون “كابوسًا” على سوق النفط العالمية.

يُذكر أن إيران تحتل المرتبة التاسعة عالميًا في إنتاج النفط، بمعدل حوالي 3.3 ملايين برميل يوميًا.

ويحذر خبراء مركز “آي إن جي” من أن حدوث اضطرابات كبيرة في إمدادات النفط قد يدفع الأسعار إلى مستويات تصل إلى 120 دولارًا للبرميل، مؤكدين أن القدرات الاحتياطية لمنظمة أوبك لن تكون كافية لمواجهة هذه الأزمة، لا سيما أن القسم الأكبر من هذه القدرات يتمركز في الخليج.

زر الذهاب إلى الأعلى