تقنية

هل برنامج “سورا” يشكل تهديداً للوظائف في صناعة الترفيه في هوليوود؟

هل برنامج “سورا” يشكل تهديداً للوظائف في صناعة الترفيه في هوليوود؟

شهدت شركة “أوبن إيه آي”، الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، جدلاً مثيراً على منصات التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك بفضل إطلاقها لبرنامج جديد يحمل اسم “سورا” (Sora) الذي يولد مقاطع الفيديو باستخدام التكنولوجيا الذكية.

ووفقًا لتقرير نشره موقع الجزيرة الإنجليزية، قدمت “أوبن إيه آي” فرصة للممثلين والمخرجين في هوليوود لاطلاعهم على هذه التقنية وتجربتها قبل إطلاقها رسميًا.

ونشرت الشركة تدوينة في المدونة الخاصة بها في 24 مارس/آذار الجاري بعنوان “انطباعات البداية حول سورا”، حيث قدّمت أمثلة على الأعمال التي تم إنتاجها باستخدام مولد الفيديو.

توقع بعض الخبراء في مجال الإعلام أن “سورا” قد يكون له تأثير مدمر على صناعة السينما الإبداعية.

وفي سياق متصل، تحدث موقع الجزيرة الإنجليزية مع أحد المسؤولين التنفيذيين في هوليوود، الذي رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، وعبر عن دهشته لدى رؤيته لقدرات “سورا” لأول مرة، حيث وصفها بأنها مدهشة وجميلة ومرعبة في الوقت نفسه.

أثارت “سورا” تغييرًا في صناعة الأفلام، كما أعلن الممثل والمخرج ومالك الأستوديو تايلر بيري في مقابلة مع موقع “ذا هوليود ريبورتر” في فبراير/شباط الماضي، أنه سيعلق توسعة أستوديوهاته في أتلانتا بتكلفة 800 مليون دولار بسبب قدرة “سورا” على إنتاج مقاطع الفيديو، معربًا عن قلقه من فقدان وظائف في المستقبل القريب.

“سورا” هو عبارة عن نموذج للذكاء الاصطناعي المولد يقوم بتحويل النصوص إلى مقاطع فيديو، ويشابه “شات جي بي تي” في عملية الإدخال النصي، لكنه يتميز بتوليد مقاطع فيديو بدلاً من الإجابات النصية، ويمكن أن تصل مدتها إلى دقيقة واحدة.

يمكن مشاهدة مثال على قدرات “سورا” في الفيديو المرفق الذي أنتجته “أوبن إيه آي”.

سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، قام بنشر عدة أمثلة عبر حسابه على موقع إكس، ومن بينها الأمثلة التالية:

لقد قدم مثالًا سريعًا لأمر نصي: “جلسة طهي تعليمية لطبق جنوكتشي محلي الصنع تستضيفه إحدى الجدات المؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي في مطبخ ريفي توسكاني مع إضاءة سينمائية”.

في الوقت نفسه، عندما نلقي نظرة عن كثب على فيديو “جلسة الطبخ التعليمية”، نجد أن الملعقة في اليد اليمنى تختفي بعد توقف “الجدة” عن الخلط، على الرغم من واقعيتها المثيرة للإعجاب، يظل هناك احتمال لاكتشاف المنتجات المزيفة في بعض مقاطع الفيديو التي ينتجها “سورا”.

هذا الوضع أثار تساؤلات حول نجاح منتج مثل “سورا” في الصناعة.

من جانبه، صرح مصدر في هوليوود لموقع الجزيرة الإنجليزي قائلاً: “سوف نظل نتطور ونتحسن، فالبشر سيظلون دائمًا في قمة التكنولوجيا التي ستتفوق على تصوراتنا الحالية. ومع ذلك، فإن الرغبة في التمثيل، والكتابة، والتوجيه، والتأليف، والتعاون، وما إلى ذلك، هي أمور طبيعية عميقة لدى البشر، وستظل مستمرة. فهل هذا سلبي للبشر في هذه الصناعة؟ الجواب هو لا، ثم نعم، ثم لا. هل هو إيجابي للصناعة نفسها؟ نعم”.

كيف يعمل “سورا”؟

مثلما يعمل “شات جي بي تي”، يقوم المستخدمون بكتابة أوامر نصية أو طلبات، ويقوم الذكاء الاصطناعي بالرد عليها بتسلسلات فيديو مولدة.

يعتمد “سورا” على مزيج من التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية لإنشاء تسلسلات فيديو. يتيح التعلم الآلي لـ “سورا” تحسين استجاباته مع مرور الوقت، بينما يستخدم معالجة اللغة الطبيعية لفهم الأوامر النصية وتحويلها إلى مقاطع فيديو مفهومة بصريًا.

يعتمد “سورا” على “رؤية الحاسوب” لفهم المعلومات المرئية وتحليلها من الصور أو مقاطع الفيديو. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم “سورا” البيانات الجزئية لتوليد محتوى فيديو مفهوم وواقعي.

زر الذهاب إلى الأعلى