الصين توقف تسلّم طائرات بوينغ وترد على الرسوم الأميركية بإجراءات تصعيدية

أفادت وكالة بلومبيرغ، نقلًا عن مصادر مطلعة، بأن الصين أصدرت أوامر لشركات الطيران المحلية بعدم استلام أي شحنات إضافية من طائرات بوينغ الأميركية، في خطوة تأتي ردًا على قرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع الصينية.
وأضافت بلومبيرغ أن السلطات الصينية طلبت كذلك من شركات الطيران وقف شراء المعدات وقطع الغيار الخاصة بالطائرات من الشركات الأميركية، ما قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف صيانة أساطيل الطائرات في البلاد.
وتوقعت الوكالة أن تكون لهذه الخطوة الصينية تداعيات واسعة، أبرزها:
- تراجع أسهم شركة بوينغ بنسبة 3% بعد الإعلان، في ظل مخاوف المستثمرين من فقدان السوق الصينية التي تمثل نحو 20% من توقعات تسليمات الشركة خلال العقدين المقبلين.
- تأثر شركات الطيران الصينية الكبرى، مثل “إير تشاينا”، و”تشاينا إيسترن”، و”تشاينا ساذرن”، والتي كانت تخطط لاستلام 179 طائرة بوينغ بين عامي 2025 و2027.
- اتجاه الشركات الصينية لتعزيز التعاون مع منافسين مثل “إيرباص” الأوروبية أو الشركة المحلية “كوماك” لتلبية احتياجاتها من الطائرات.
وذكرت بلومبيرغ أن الحكومة الصينية تدرس تقديم حزم دعم لشركات الطيران التي تواجه ارتفاع التكاليف بسبب استئجار طائرات بوينغ.
وكان من المقرر أن تستلم “إير تشاينا” 45 طائرة، و”تشاينا إيسترن” 53 طائرة، و”تشاينا ساذرن” 81 طائرة خلال الفترة بين 2025 و2027.
في سياق متصل، علق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على المنصة الاجتماعية “تروث سوشيال”، قائلا إن الصين تراجعت عن “صفقة كبيرة” مع بوينغ، متهمًا بكين بعدم الالتزام بتعهداتها بشأن شراء الطائرات.
تصعيد الحرب التجارية
يرى محللون أن تصاعد التوترات الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم ينذر بتوقف كبير في حركة التجارة الثنائية، التي بلغت قيمتها أكثر من 650 مليار دولار عام 2024.
وتعود جذور الحرب التجارية الحالية إلى السياسات التي انتهجها ترامب خلال فترة رئاسته، حيث فرضت الولايات المتحدة مؤخرًا رسومًا جمركية على الواردات الصينية بمعدل 145%، مما دفع الصين إلى الرد برفع الرسوم إلى 125%.
ويُنظر إلى هذه الإجراءات على أنها تصعيد خطير قد يترك تأثيرات طويلة الأمد على قطاعات حيوية، خصوصًا صناعة الطيران العالمية، إذا ما استمرت القيود المفروضة لفترات ممتدة.
وفي إطار التصعيد، أعلنت الصين أيضًا وقف تصدير بعض المعادن الأرضية النادرة الضرورية لصناعات التكنولوجيا والدفاع والطاقة، مما يهدد بتعطيل سلاسل الإمداد الأميركية الحيوية.