الأسواق العالمية تترنح تحت وطأة التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين

شهدت البورصات الأوروبية اليوم الإثنين انهياراً حاداً على غرار نظيراتها في آسيا، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، بعد تمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مشددة، ورد الصين بإجراءات انتقامية، ما أجج المخاوف من اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق وركود اقتصادي عالمي محتمل.
ففي مستهل التداولات، تراجعت بورصة فرانكفورت بنسبة 7.86% بعدما لامست خسائرها أكثر من 10% لفترة وجيزة، فيما هبطت بورصة باريس بـ6.19%، ولندن بـ5.83%، وميلانو بـ2.32%. كما سجلت البورصة السويسرية تراجعاً بلغ 6.82%، والبلجيكية 5%.
وفي آسيا، انعكست هذه الاضطرابات بقوة على مؤشرات الأسهم، حيث تكبدت الأسواق الصينية خسائر فادحة، فتراجع مؤشر شنغهاي المجمع بنسبة 7.6%، وهو أكبر انخفاض يومي منذ خمس سنوات. أما مؤشر هانغ سينغ في بورصة هونغ كونغ، والمؤشر الخاص بالشركات الصينية المدرجة خارج البر الرئيسي، فسجلا أسوأ أداء لهما منذ الأزمة المالية العالمية في خريف 2008.
وفي اليابان، أنهت بورصة طوكيو تعاملاتها على انخفاض حاد بلغ نحو 8%، فيما خسرت بورصة سول الكورية الجنوبية 5.6%.
وامتدت التداعيات إلى أسواق الخليج، حيث تراجع المؤشر الرئيسي في السوق السعودية بنسبة 2%، في حين انخفضت أسهم دبي بنسبة 4.45%، وأبوظبي بنسبة 4% خلال التعاملات المبكرة.
وتأتي هذه الانهيارات في وقت يسعى فيه المستثمرون للجوء إلى الملاذات الآمنة وسط حالة من الهلع العالمي، بعد فرض الإدارة الأميركية رسوماً جمركية جديدة على واردات متعددة، مما زاد القلق بشأن تأثير هذه السياسات على آفاق النمو الاقتصادي العالمي.
وزادت حدة القلق مع إعلان الصين، عقب إغلاق الأسواق الآسيوية يوم الجمعة، فرض رسوم جمركية مضادة على صادرات أميركية، ما رفع منسوب التوتر واحتمالات التصعيد في النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو ما قد تكون له تداعيات كارثية على الأسواق والاقتصاد العالمي.
وفي تعليقه على هذا المشهد القاتم، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب من على متن طائرته الرئاسية “إير فورس وان”: “في بعض الأحيان، لا بد من تناول علاج قاسٍ من أجل التعافي.”