تقنية

ابتكارات جديدة في بدائل الجلد تعزز مكافحة العدوى وتجديد الأنسجة بعد الحروق

كشف باحثون عن أحدث التطورات في مجال بدائل الجلد، وهي مواد كيميائية حيوية تُستخدم لاستبدال الجلد التالف، مع تركيز خاص على مكافحة العدوى وتعزيز تجديد الأنسجة بعد الحروق الشديدة. تُعد هذه التقنيات الجديدة واعدة في تحسين سرعة تعافي المرضى بشكل كبير.

وقام فريق بحثي من جامعة جنوب أستراليا وجامعة أديلايد ومستشفى رويال أديلايد بإجراء مراجعة شاملة للأبحاث المنشورة حول بدائل الجلد، والتي نُشرت في مجلة “العلاجات المتقدمة” (Advanced Therapeutics)، وغطّتها منصة “يوريك أليرت”.

وأشار الباحثون إلى أنه رغم التقدم الذي تحقق خلال عقود، إلا أن العلاجات التقليدية مثل ترقيع الجلد غالبًا ما تفشل في تقديم علاج فعّال للسيطرة على العدوى، مما يطيل فترة الإقامة في المستشفى ويرفع من تكاليف الرعاية الصحية.

وأكد الدكتور زلاتكو كوبيكي والدكتورة برونوين ديرمان، المؤلفان الرئيسيان للمراجعة، على الحاجة الملحّة لتطوير حلول أكثر أمانًا وفعالية لم تكن أكثر إلحاحًا من اليوم.

قال الدكتور كوبيكي، الباحث في معهد الصناعات المستقبلية بجامعة جنوب أستراليا: “تُعتبر العدوى السبب الرئيسي للمضاعفات والوفيات لدى مرضى الحروق”، وأضاف: “يجب أن نتجاوز الأساليب التقليدية ونبتكر علاجات تجمع بين تجديد الأنسجة والوقاية الفعالة من العدوى”.

في أستراليا وحدها، يدخل نحو 2423 شخصًا المستشفيات سنويًا بسبب الحروق، ويحتاج 74% منهم إلى جراحة من بينها ترقيع الجلد. عالميًا، يموت حوالي 180 ألف شخص سنويًا بسبب الحروق، ويدخل ما يقارب 10 ملايين شخص المستشفيات للعلاج.

ورغم وجود العديد من بدائل الجلد التجارية، إلا أن القليل منها يوفر حماية شاملة ضد الميكروبات، وهو أمر حيوي نظرًا لهشاشة جروح الحروق أمام الغزو البكتيري وخطر الإنتان.

ناقش الباحثون تقنيات ناشئة مثل “كيريسيس” (Kerecis)، وهو طُعم جلدي مستخرج من سمك القد الأطلسي البري، يتميز بخصائص مضادة للميكروبات ويحافظ على أحماض أوميغا 3 الدهنية الطبيعية التي تعزز التئام الجروح، ويشابه جلد السمك في بنيته الأنسجة البشرية، ما يقلل من خطر انتقال الأمراض.

كما تطرّقوا إلى “نوفو سورب بي تي إم” (NovoSorb BTM)، وهو مادة اصطناعية قابلة للتحلل البيولوجي توفر مرونة هيكلية وتقاوم استعمار البكتيريا دون الحاجة إلى المضادات الحيوية، مما يدعم تجديد الأنسجة الحيوي.

وقالت الدكتورة برونوين ديرمان، كبيرة العلماء الطبيين في مختبر هندسة الجلد بالمعهد الملكي للصحة والمحاضرة في جامعة أديلايد: “تشكل هذه المواد نقلة نوعية نحو علاجات متعددة الوظائف تجمع بين الدعم الهيكلي ومقاومة العدوى”.

وأضافت: “تبرز أهمية هذه الابتكارات مع استمرار تزايد حالات العدوى المقاومة للمضادات الحيوية على الصعيد العالمي”.

ويهدف العلماء إلى تجديد الجلد لاستعادة وظائفه الكاملة من خلال دمج المواد الحيوية الذكية مع العلاجات الخلوية، ما قد يحدث ثورة في علاج ملايين الناجين من الحروق حول العالم.

وتدعو الدراسة إلى موجة بحثية جديدة تركز على دمج عوامل مضادة للميكروبات الفعالة مباشرة داخل هياكل جلدية ثلاثية الأبعاد تدعم نمو الخلايا، مما يقلل الاعتماد على المضادات الحيوية والضمادات التقليدية.

زر الذهاب إلى الأعلى