الصحة

دواء جديد واعد يخفض الكوليسترول ويحمي من النوبات القلبية والسكتات الدماغية

كشفت دراسة دولية حديثة، قادتها جامعة موناش الأسترالية، عن نتائج واعدة لدواء جديد يخفض مستويات الكوليسترول بطريقة فعالة وسهلة، ما قد يمثل خطوة متقدمة في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.

ويحمل الدواء اسم أوبيسيترابيب (Obicetrapib)، ويؤخذ عن طريق الفم مرة واحدة يوميًا، وقد أظهرت التجارب السريرية أنه يساهم بشكل ملحوظ في خفض مستويات نوعين من الكوليسترول الضار، هما:

  • كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، المعروف بـ”الكوليسترول الضار”، الذي يؤدي تراكمه إلى انسداد الأوعية الدموية وزيادة خطر الأزمات القلبية.
  • البروتين الدهني (أ) (Lp-a)، وهو عامل وراثي أقل شهرة لكنه يرتبط بتسريع تلف الشرايين، ولم تتوفر حتى الآن علاجات فعالة معتمدة على نطاق واسع للتحكم فيه.

نتائج مشجعة من التجارب السريرية

أُجريت الدراسة على 2500 مشارك يعانون من أمراض قلبية مزمنة أو ارتفاع وراثي في مستويات الكوليسترول. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، إحداهما تلقت دواء “أوبيسيترابيب” إلى جانب العلاج التقليدي، بينما تلقت المجموعة الأخرى علاجًا وهميًا.

وأظهرت النتائج، التي تم عرضها خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لتصلب الشرايين في مدينة غلاسكو الأسكتلندية، أن:

  • متوسط مستوى LDL انخفض بنسبة 32.6% بعد 12 أسبوعًا.
  • كما تراجع مستوى Lp-a بنسبة 33.5%.
  • وحقق عدد كبير من المرضى مستويات الكوليسترول المستهدفة وفق التوصيات الطبية.

أهمية الدواء الجديد

صرّح البروفيسور ستيفن نيكولز، مدير معهد القلب الفيكتوري بجامعة موناش وقائد الدراسة، بأن هذه النتائج تشكّل تطورًا مهمًا للأشخاص الذين لا يحققون مستويات كافية من الكوليسترول باستخدام العلاجات الحالية. وقال:

“نعلم أن كثيرًا من المرضى المعرضين لخطر النوبات القلبية أو السكتات الدماغية لا تنخفض لديهم مستويات الكوليسترول بالشكل المطلوب، حتى مع استخدام أفضل الأدوية المتوفرة. وهذا الدواء الجديد يمثل أملًا جديدًا لهم”.

وبحسب نيكولز، فإن ما يميز “أوبيسيترابيب” ليس فقط قدرته على خفض LDL بفعالية، بل نجاحه في تقليل Lp-a أيضًا، وهو أمر يصعب تحقيقه باستخدام العلاجات التقليدية.

نحو آفاق علاجية جديدة

يمثل “أوبيسيترابيب” خيارًا علاجيا واعدًا في مجال الوقاية القلبية، ويفتح الباب أمام تطوير أدوية مشابهة تستهدف عوامل خطر وراثية كان من الصعب التحكم بها في السابق. ويأمل الباحثون أن تؤدي هذه النتائج إلى اعتماد الدواء على نطاق واسع مستقبلًا، ضمن الاستراتيجيات العلاجية الشاملة لمكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية.

زر الذهاب إلى الأعلى