الصحة

دراسة حديثة: حقن إنقاص الوزن فعالة للأطفال لكن تحتاج مراقبة دقيقة

أظهرت دراسة جديدة أن حقن إنقاص الوزن قد تكون فعالة بشكل ملحوظ للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات ويعانون من السمنة أو داء السكري من النوع الثاني. وقد ساعدت هذه الأدوية على تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم وخفض الوزن، رغم تسجيل آثار جانبية شائعة بين المستخدمين.

وقام باحثون من جامعة فلوريدا في الولايات المتحدة بمراجعة 18 تجربة شملت علاجات إنقاص الوزن المعروفة باسم “ناهضات مستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1” (GLP-1). وتعمل هذه الأدوية عبر محاكاة هرمون يقلل الشهية، ويبطئ هضم الطعام، ويخفض مستويات السكر في الدم.

وشملت الدراسات 1402 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً، وقارنت بين فعالية أدوية GLP-1 والعلاج الوهمي لدى الأطفال الذين يعانون من السمنة، أو زيادة الوزن، أو مقدمات السكري، أو داء السكري من النوع الثاني. وأظهر التحليل أن الأطفال الذين تناولوا الأدوية فقدوا في المتوسط 4.72 كيلوغرامات، وانكمش محيط خصرهم بمقدار 3.81 سنتيمترات.

إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن الآثار الجانبية المعدية المعوية، مثل الغثيان والقيء والإسهال والإمساك، كانت أكثر شيوعاً بشكل ملحوظ بين الأطفال الذين تناولوا الأدوية مقارنة بمن تناولوا دواء وهمياً.

وذكر الباحثون في مجلة “جاما بيدياتركس” (JAMA Pediatrics) أن ناهضات GLP-1RA كانت فعالة في تحسين ضبط نسبة السكر في الدم والوزن ونتائج القلب والأوعية الدموية لدى الأطفال والمراهقين. كما أكدوا على ضرورة إجراء دراسات طويلة المدى لمتابعة الآثار المستقبلية لهذه الأدوية وتقييم فعاليتها وسلامتها بشكل أدق.

الإصدارات الحديثة للأدوية أكثر فعالية

ركزت التجارب المشمولة في المراجعة على الإصدارات القديمة من أدوية إنقاص الوزن، بينما أثبتت الإصدارات الحديثة مثل “ويغوفي” (Wegovy) و”مونجارو” (Mounjaro) أنها أكثر فعالية لدى البالغين. فمثلاً، أظهرت الدراسات أن البالغين الذين تناولوا سيماجلوتايد، المادة الفعالة في ويغوفي وأوزمبيك، فقدوا 14% من وزن أجسامهم خلال 72 أسبوعاً، بينما فقد متناولو تيرزيباتيد المعروف باسم مونجارو حوالي 20% من وزنهم في نفس الفترة.

تجري حالياً تجارب على هذه الأدوية الحديثة للأطفال المصابين بداء السكري من النوع الثاني، بهدف تقييم فعاليتها وسلامتها، خصوصاً أن فقدان الوزن الذي تحققه الأدوية القديمة، كما أظهر التحليل التلوي، يظل محدوداً، رغم أن تقارير السلامة حتى الآن مطمئنة.

ويؤكد الباحثون أن تقييمات السلامة للأدوية الحديثة يجب أن تشمل آثارها على النمو والبلوغ، ومدة الحاجة إلى تناولها. كما شددوا على أن الأدوية وحدها لا تحل مشكلة سمنة الأطفال، إذ يبقى الوقاية عبر تغيير البيئة المسببة للسمنة الحل الأكثر فاعلية، وهو تحدٍ صعب لم تحلّه أي دولة حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى