تقنية

إسرائيل تبتكر نظامًا “قبة سيبرانية” لصد هجمات إيران المعلوماتية

في الوقت الحالي، يظهر أن خطر التصعيد العسكري غير محتمل، ولكن تدور صراعات “صامتة” بين إيران وإسرائيل في المجال السيبراني، وفقًا لتقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.

وفقًا لأفيرام أتزابا، المسؤول عن التعاون الدولي في المديرية الإسرائيلية للأمن السيبراني، يمكن وصف التصعيد بين البلدين بأنه “حرب صامتة، بعيدة عن الأنظار”.

تعنى المديرية، التي تقع في منطقة راقية بشمال تل أبيب، وتخضع لسلطة رئيس الوزراء، بحماية أنظمة المعلومات في القطاع المدني الإسرائيلي.

منذ بداية الصراع بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول، شهدنا زيادة كبيرة في الهجمات السيبرانية الإيرانية ومن وكلائها، وفقًا لأتزابا. الأطراف المستهدفة تشمل حزب الله اللبناني وحماس.

وفقًا لأتزابا، يحاول المهاجمون اختراق كل شيء دون تسبب في أضرار فعلية، وقد أفشلت إسرائيل 800 هجوم واسع منذ أكتوبر/تشرين الأول.

تم توجيه الهجمات إلى مؤسسات حكومية والجيش الإسرائيلي وبنى تحتية مدنية، بما في ذلك نظم المعلومات في مستشفيين في حيفا وصفد، حيث تم تسريب بيانات شخصية.

تأتي استثمارات إيران في النطاق السيبراني في وقت متأخر نسبيًا، وتتمحور حول حوادث رئيسية، وفقًا لتقرير البروفيسور تشاك فرايليش من المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي.

أثناء الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران عام 2009، استخدمت الإنترنت لتنظيم الاحتجاجات، ولكن تم قمعها بوحشية من قبل الحكومة.

في 2010، تعرض برنامج الطاقة النووية الإيراني لهجوم سيبراني بواسطة فيروس “ستكسنت” الذي تم تنسبه إلى إسرائيل والولايات المتحدة.

ومنذ ذلك الحين، طورت إيران استراتيجية سيبرانية فعالة وزادت من مهاراتها في هذا المجال، وأصبحت واحدة من أكثر الدول نشاطًا في هذا المجال، وفقًا لفرايليش.

من جهة أخرى، تعتبر إسرائيل قوة سيبرانية كبيرة، وقد نفذت عدة هجمات على أهداف إيرانية بنجاح.

على الرغم من ذلك، فإن إسرائيل تواجه تحديات من العدو الذي يتطور باستمرار، ويتلقى دعمًا من روسيا والصين، وفقًا لتقرير فرايليش.

ويشير الباحث إلى أن سكان إيران يفوقون سكان إسرائيل بتسعة أضعاف، وتسعى إيران جاهدة لتدريب المزيد من الطلاب والعسكريين في مجال التكنولوجيا السيبرانية، لزيادة قدراتها في هذا المجال.

أشار أتزابا إلى أنه يعتقد بأن الجودة تفوق الكمية في عالم القرصنة الإلكترونية، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا بشكل فعّال. وأوضح أن إسرائيل قد طوّرت في السنتين الماضيتين قبة سيبرانية تشبه في وظيفتها قبة الحديد في حماية المنطقة من الصواريخ، معتمدة على نظام دفاعي متقدم قادر على التحليل الاستباقي للتهديدات والتعامل معها بشكل شامل ومنسق.

وأوضح أن أجهزة المسح الضوئي تعمل على مدار الساعة لتحليل الساحة السيبرانية الإسرائيلية، مكتشفة نقاط الضعف وتبليغ الجهات المسؤولة في الدفاع السيبراني لاتخاذ التدابير الضرورية للحد من هذه الضعف بشكل مستمر.

وأشار إلى أن بعض وظائف القبة السيبرانية تعمل بالفعل، مؤكداً أن قوة إسرائيل تكمن في التعاون المستمر بين مختلف الجهات، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والأمنية والشركات الخاصة ومجموعات التكنولوجيا والأمن التكنولوجي، بالإضافة إلى الجامعات والمعاهد البحثية، وكذلك بعض الخبراء في مجال القرصنة الإلكترونية.

وأكد على أهمية العمل المشترك، مشيراً إلى التعاون الوثيق مع عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، لمواجهة التهديدات السيبرانية، مشدداً على ضرورة إقامة شبكة لمواجهة تحديات الأمن السيبراني.

زر الذهاب إلى الأعلى