اقتصاد

وزير المالية الألماني لأوروبا: انتظروا عودة ترامب

وزير المالية الألماني لأوروبا: انتظروا عودة ترامب

دعا وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر، الزعماء الأوروبيين بشكل حازم إلى تحويل تركيزهم من المناقشات حول الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى التركيز على التحضير لاحتمال توليه ولاية رئاسية ثانية. وأكد على أهمية تعزيز القدرة التنافسية الأوروبية بشكل استباقي في ظل التغيرات العالمية المتوقعة.

في إطار تعبيره عن مخاوفه خلال جلسة بالمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، ألقى ليندنر الضوء على ضرورة أن يولي صانعو القرار الأوروبيون الأولوية للإجراءات الاستراتيجية التي تحمي مصالح القارة الاقتصادية. وأكد أنه يجب تجاوز المجرد مناقشات والتركيز على التحضير، مشيراً إلى أن أوروبا يجب أن تكون مستعدة لأي تطور جيوسياسي، بما في ذلك عودة ترامب إلى السلطة.

وحذر الوزير الألماني من محاكاة النهج الأميركي في دعم مجموعة واسعة من القطاعات، معتبراً أن هذا النهج غير مستدام على المدى الطويل. ودعا إلى تجنب اتباع نموذج الدعم الشامل الأميركي، مؤكداً على ضرورة اعتماد استراتيجية حكيمة ومستهدفة بدلاً من الاعتماد على الإعانات الشاملة.

وفي سياق حالة عدم اليقين الجيوسياسي المتزايدة، شدد ليندنر على أهمية أن يكون الاتحاد الأوروبي قادرًا على تحقيق الاستدامة والصمود على المدى الطويل، وأكد على ضرورة تجنب الإستراتيجيات ذات المخاطر الكبيرة.

أفضل وسيلة للدفاع الهجوم

في ظل جهود الدول الأوروبية لتحقيق التعافي الاقتصادي بعد تداعيات وباء كورونا، يُتوقع أن تثير تصريحات وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر، مناقشات واسعة بين صنّاع السياسات حول مسار الاقتصاد القاري والضرورة الملحة لتعزيز القدرة التنافسية المحلية.

من جهتها، استعرضت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، رؤيتها للزعماء الأوروبيين خلال المنتدى نفسه، مؤكدة على أهمية اعتماد استراتيجية اقتصادية هجومية لأوروبا. ركزت لاغارد على الفكرة التي تشير إلى أن الهجوم الفعّال يتطلب أساساً قويًا في الداخل، حيث دعت إلى تعزيز السوق الداخلية الأوروبية وإقامة اتحاد لأسواق رأس المال لتعزيز فرص التمويل للشركات.

وأكدت لاغارد، في كلمتها، أن “الدفاع بفعالية يستلزم القوة الداخلية”، مما يبرز ضرورة تعزيز أسس الاقتصاد الأوروبي كخطوة استباقية لمواجهة التحديات الخارجية.

تتسق دعوة لاغارد إلى إنشاء سوق داخلية أوروبية قوية مع فكرة خلق بيئة اقتصادية متكاملة داخل الاتحاد الأوروبي، مما يسهم في تعزيز مرونة القارة وقدرتها التنافسية في مواجهة التحديات العالمية.

تُسلط الضوء على أهمية اتحاد أسواق رأس المال كوسيلة لضمان نظام مالي موحد، قادر على توفير فرص تمويل محسنة للشركات.

وعبر العديد من المسؤولين الأوروبيين عن مخاوفهم بشأن عودة ترامب للسلطة في الولايات المتحدة، حيث أعرب المستشار الألماني، أولاف شولتز، ولاغارد عن تحفظهما تجاه احتمال عودته للرئاسة الأميركية.

تعتبر لاغارد أن عودة ترامب قد تؤدي إلى نشوب صراعات حول الحماية التجارية والدعم العسكري لحلف شمال الأطلسي، خاصةً في ظل النهج الذي اتّبعه ترامب خلال فترة ولايته الرئاسية. وقد شهد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وترامب خلافات في مجالات عدة، بدءًا من التجارة وصولاً إلى الناتو والبيئة.

زر الذهاب إلى الأعلى