اقتصاد

هل باتت إمدادات القمح بالعالم مهددة؟

تواجه إمدادات القمح العالمية حاليًا ضغوطًا متزايدة نتيجة لظروف جوية غير ملائمة وتوترات جيوسياسية مستمرة، مما ينذر بارتفاع تكاليف الغذاء مستقبلاً.

وفقًا لتقرير نشرته بلومبيرغ مؤخرًا، يُتوقع من المحللين أن تظل مخزونات القمح عند أدنى مستوياتها منذ فترة تقريبًا، وهو ما يعكس توقعات وزارة الزراعة الأميركية القادمة.

تواجه إمدادات القمح العالمية تحديات رئيسية حاليًا، تشمل:

  1. الظروف الرطبة في أوروبا الغربية:
    يواجه المزارعون في أوروبا الغربية ربيعًا رطبًا غير عادي، مما أثر بشكل كبير على نمو المحاصيل، وخاصة في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة. هذه الأمطار المستمرة لم تؤخر فقط زراعة الربيع بل أيضًا أثارت مخاوف بشأن جودة المحاصيل الشتوية.
  2. ظروف الجفاف في أستراليا والولايات المتحدة:
    تواجه أستراليا والولايات المتحدة ظروفًا شديدة الجفاف، مما يهدد بمزيد من الضغط على إمدادات القمح العالمية. الصيف الحار والجاف في أستراليا أدى إلى جفاف التربة في مناطق زراعة القمح الرئيسية، في حين يعاني جزء كبير من حقول القمح الشتوي في الولايات المتحدة من الجفاف.
  3. الحرب في أوكرانيا:
    تزيد الحرب بين روسيا وأوكرانيا من التوترات، مع تعطيل الإنتاج الزراعي والصادرات. الهجمات على البنية التحتية الزراعية وتجنيد المزارعين في الخدمة العسكرية تقوض إنتاج الحبوب في أوكرانيا بشكل كبير.

ردود الفعل في السوق كانت كبيرة، حيث ارتفعت العقود الآجلة للقمح إلى أعلى مستوياتها منذ أغسطس الماضي. هذا الارتفاع في الأسعار يثير قلق المستهلكين في مختلف أنحاء العالم، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية وإعادة النظر في سياسات البنوك المركزية.

مع اقتراب موسم الحصاد في نصف الكرة الشمالي، تبقى الأسابيع القادمة حاسمة لتنمية المحاصيل، حيث يراقب المجتمع الزراعي وتجار السلع الأساسية أنماط الطقس بدقة، ويتمنون أن تأتي ظروف مواتية لتخفيف الضغوط على العرض الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى