هجوم صاروخي أوكراني يضرب موقع الأسطول الروسي في شبه جزيرة القرم

أقرت روسيا بأن مقر أسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم تعرض لهجوم صاروخي أوكراني اليوم الجمعة، مما أسفر عن اندلاع حريق في المبنى. في الوقت نفسه، استمرت الهجمات المتبادلة والمعارك على الجبهتين الجنوبية والشرقية.

أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيانها بأنه تم فقد جندي نتيجة الهجوم الصاروخي الأوكراني على مقر أسطول البحر الأسود في مدينة سيفاستوبول، وأن المبنى الذي يضم المقر التاريخي للأسطول تضرر أيضًا.

وأوضحت الوزارة أن أنظمة الدفاع الجوي تمكنت من اعتراض وتدمير 5 صواريخ “كروز” خلال محاولة صدها، وهذا هو الهجوم الثاني من نوعه خلال يومين.

من جانبه، أعلن الجيش الأوكراني عبر تطبيق تليغرام مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي على المقر الروسي ووصفه بأنه ناجح.

وفيما يتعلق بالحادث، صرح ميخائيل رازفوغاييف، حاكم مدينة سيفاستوبول التي تضم المقر الروسي، بأن الصاروخ أصاب المبنى مما أدى إلى اندلاع حريق فيه. وأعلنت السلطات الموالية لموسكو في شبه جزيرة القرم عن إصابة 6 أشخاص آخرين جراء هذا الهجوم.

نشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا للحريق الذي اندلع في المبنى، وتدخلت فرق الإطفاء للسيطرة على الحريق.

من جانبها، أطلقت السلطات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم نداءً للسكان، داعية إياهم إلى الابتعاد عن وسط المدينة حيث يقع المقر المستهدف. كما اتخذت إجراءات احترازية تشمل تعليق حركة المرور مؤقتًا، بما في ذلك على جسر القرم.

في وقت لاحق، تم إعادة فتح جسر القرم الذي يربط المنطقة بالبر الروسي بعد فترة قصيرة من حظر الحركة الذي فرضه عقب الهجوم الأوكراني.

وصرح مسؤول روسي بأن الهجوم الصاروخي على مقر أسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم تبعه هجوم إلكتروني “غير مسبوق” على المنطقة التي ضمتها روسيا إليها عام 2014.

وقبل استهداف مقر الأسطول الروسي في سيفاستوبول، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية تمكنت من إسقاط طائرتين مسيرتين أوكرانيتين بالقرب من القرم.

أهمية إستراتيجية

يتمركز أسطول البحر الأسود الروسي في ميناء سيفاستوبول، ويُعتبر هذا الميناء واحدًا من مراكز قيادة العمليات الروسية ضد أوكرانيا.

نظرًا للأهمية الإستراتيجية الكبيرة لشبه جزيرة القرم بالنسبة للجانبين الروسي والأوكراني، فقد أصبحت هدفًا رئيسيًا للهجمات الأوكرانية خلال الأشهر القليلة الماضية.

تغطي مساحة القرم 27 ألف كيلومتر مربع، وتتميز بموقعها الاستراتيجي البارز حيث تمتد عبر البحر الأسود وبحر آزوف ومضيق كيرتش. وتمتلك القرم ممرًا إلى مضيقي البوسفور والدردنيل، مرورًا بالبحرين المرمرة وإيجه، مما يؤدي إلى البحر المتوسط.

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك شبه جزيرة القرم أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لروسيا، حيث تعد بوابتها الوحيدة للوصول إلى المياه الدافئة على السواحل البحر الأسود. وتمكن موانئها الأسطول الحربي الروسي من تعزيز مكانته وقدراته العسكرية في منطقة البحر الأسود، وتتيح للصواريخ الروسية تغطية الجزء الشرقي من أوروبا بشكل كامل.

فيما يتعلق بالأحداث الميدانية الأخرى، أكد الجيش الأوكراني أنه صد محاولات الجيش الروسي لاستعادة المواقع التي فقدها في منطقة بلدة أندريفكا جنوب مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك شرق أوكرانيا.

من جهته، صرح أحد قادة الوحدات العسكرية الروسية بأن جنود المجموعة الجنوبية نجحوا في صدهم لهجوم قام به مسلحون أوكرانيون على موقعهم في بلدة مارينكا بالقرب من مدينة دونيتسك التي تخضع للسيطرة الروسية.

أفاد مصدر لوكالة نوفوستي بأن القوات الروسية قد دمرت مركبات مدرعة أوكرانية عند اقترابها من المنطقة.

في المقابل، أكد الجيش الأوكراني استمرار تقدمه على المحور المذكور بعد الاستيلاء على بلدة روبوتين في زاباروجيا (جنوب شرق أوكرانيا).

وفيما يتعلق بالمعارك، أفاد الجيش الأوكراني بمشاركته في 26 اشتباكًا مسلحًا مع القوات الروسية في مناطق مختلفة على مدار الـ 24 ساعة الماضية.

في غضون ذلك، أكدت وكالة الأنباء الأوكرانية أن 21 شخصًا أصيبوا بجروح نتيجة القصف الروسي الذي استهدف مدينة كوراخوف في دونيتسك.

وتم نشر مقاطع فيديو وصور من قبل وسائل الإعلام الأوكرانية، تُظهر اشتعال النيران وآثار الدمار في مبان سكنية تعرضت لهجمات من القوات الروسية في مقاطعة أوديسا (جنوب) خلال الليلة الماضية.

وفي مدينة خيرسون (جنوب)، تم التبليغ عن وفاة شخص واحد في قصف روسي استهدف المنطقة صباح اليوم، فيما أكدت الإدارة العسكرية في خيرسون ارتفاع حصيلة القصف الروسي على المدينة والمقاطعة يوم أمس إلى 7 قتلى و12 جريحًا.

من ناحية أخرى، أعلن حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية أن القوات الأوكرانية قد استهدفت قرية في المقاطعة المجاورة للحدود مع أوكرانيا، دون تسجيل أي إصابات.