تقنية

نظام “ستارلينك” للإنترنت: الخيار الأمثل للسودانيين في ظل انقطاع الاتصالات والتحديات المالية

نظام “ستارلينك” للإنترنت: الخيار الأمثل للسودانيين في ظل انقطاع الاتصالات والتحديات المالية

في بلدة تمبول، الواقعة في الجزء الشرقي من ولاية الجزيرة في وسط السودان، يجتمع خمسون شخصًا من مختلف الفئات العمرية في فناء منزل، حاملين هواتفهم الذكية حول طبق هوائي لاستقبال إشارة الإنترنت.

بعد مرور حوالي عام على النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي تسيطر على تمبول منذ ثلاثة أشهر، وفي ظل انقطاع الاتصالات والإنترنت في السودان، أصبحت أجهزة “ستارلينك” للاتصال بالإنترنت عبر الفضاء خيارًا ضروريًا للسكان، مما يساعدهم على التواصل وتحويل الأموال، وفقًا لتقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.

قال المواطن السوداني عصام أحمد، البالغ من العمر 63 عامًا والذي ابتسم على وجهه: “تحدثت مع ابني في السعودية”، مشيرًا إلى أن ابنه قام بتحويل أموال عبر تطبيق بنكك، حيث تم تحويلها إلى شخص آخر في المنطقة ليتمكن أحمد من استلامها نقدًا وشراء احتياجات المنزل.

وخارج الفناء، ينتظر ثلاثون شخصًا دورهم للحصول على اتصال بالإنترنت، حيث يُعتبر نظام ستارلينك المتصل بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية حياة مهمة للذين لم يتمكنوا من مغادرة البلاد خلال النزاع، مما يتيح لهم التواصل مع العائلة والأصدقاء في الخارج وتحويل الأموال.

ينتشر استخدام أجهزة “ستارلينك” في المناطق التي شهدت وتشهد أعمال عسكرية مكثفة، على الرغم من حظر شراء أو تداول هذه الأجهزة في البلاد وفقًا لقرار من جهاز الاتصالات الحكومي.

وفي قرية تبعد 60 كيلومترًا شمال مدينة الحصاحيصا، يقول محمد بالله الذي يدير مركزًا لخدمة “ستارلينك”: “يمكن الحصول على خدمة الإنترنت لمدة ساعة مقابل 3 دولارات فقط”، مشيرًا إلى أن هذه الخدمة تُعتمد بشكل كبير على تحويل الأموال.

ويشير مواطنون إلى أن أفراد الدعم السريع يستفيدون من أرباح نظام “ستارلينك”، حيث يأتون بأجهزة “ستارلينك” صباحًا ويستخدمونها لفترة ثم يغادرون بعد جني الأموال.

تقول تقارير إن قوات الدعم السريع، التي تتعرض لاتهامات متعددة بارتكاب أعمال نهب وسرقة من قبل منظمات وأفراد، تستغل الأرباح التي تجنيها أجهزة “ستارلينك”.

في قرية قنب الحلاوين على ضفاف النيل الأزرق في ولاية الجزيرة، يقول أحد المواطنين إن أفراد الدعم السريع يأتون صباحًا مع أجهزة “ستارلينك” ويستخدمونها في ساحة أحد الأندية، ثم يغادرون في المساء بعد تحقيق أرباح ملموسة.

وفي قرية أخرى على الضفة الشرقية من النيل الأزرق، تُفرض رسوم على مقدمي خدمة “ستارلينك”، حيث يقول صاحب مركز الخدمة إن قوات دقلو تفرض رسومًا يومية تصل إلى 150 ألف جنيه سوداني، ما يعادل حوالي 140 دولارًا.

يبدو الجيش في مناطق سيطرته أكثر تساهلاً، وقد أعلنت بلدية أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم، في نهاية فبراير أن الفريق أول البرهان قدّم عددًا من أجهزة “ستارلينك” كهبات، بهدف توفير خدمة الإنترنت مجانًا للسكان.

زر الذهاب إلى الأعلى