مقال واشنطن بوست: ضربة لمودي وبصيص أمل لمسلمي الهند
“قبل يوم واحد من إعلان نتائج الانتخابات، نام أغلب المسلمين وهم قلقون بشأن مستقبلهم، لأنهم لم يشهدوا حملة انتخابية كهذه من قبل”، هكذا علقت الكاتبة رنا أيوب في مقالها بصحيفة واشنطن بوست على نتائج الانتخابات الهندية.
وأشارت الكاتبة إلى ما حدث في أبريل الماضي بعد المرحلة الأولى من التصويت، عندما ألقى رئيس الوزراء ناريندرا مودي خطاباً في راجستان صدم حتى بعض أنصاره، حيث أشار إلى المسلمين باعتبارهم متسللين وسيسلبون موارد السكان الهندوس، وهو ما اعتبرته تطرفاً جديداً من جانبه.
وأشارت إلى تصريحات متطرفة مماثلة من وزراء في حكومة مودي وكبار القادة، الذين تحدثوا عن “جهاد الحب” و”جهاد الأرض”، في إشارة إلى زواج المسلمين من الهندوس واستيلاء المسلمين على الأراضي في المناطق ذات الأغلبية الهندوسية.
وأوضحت الكاتبة أن الأجواء تغيرت صباح 4 يونيو مع بدء ظهور نتائج الأصوات، حيث شعر بعض نشطاء حقوق الإنسان المسلمين بالطمأنينة بعد الاطلاع على أحدث الأرقام من ولاية أوتار براديش، المعقل الشمالي الذي يضم 80 مقعداً من أصل 543 في البرلمان.
وفي فايز آباد، موطن معبد رام الجديد المثير للجدل، اختار الناخبون مرشحاً من حزب ساماجوادي السياسي الاشتراكي العلماني، وهو ما اعتبرته الكاتبة من بين أكبر الصدمات في الانتخابات الوطنية.
واعتبرت الكاتبة أن انخفاض الأغلبية لصالح مودي وزيادة أعداد التحالف الهندي يعنيان فرض ضوابط أقوى على سياسات رئيس الوزراء المناهضة للمسلمين، خاصة أن أحزاب المعارضة وعدت بحماية الدستور الهندي.
وعلق علي جاويد، رئيس مؤسسة فكرية تدعى “شبكة نوس”، بأن هذه الانتخابات قد تمنح مودي فترة ولاية ثالثة، لكن جناحيه الآن قُصا، وأصبح تحت رحمة شركاء التحالف، مضيفاً أن هذه النتيجة تمنح المسلمين “متنفساً”.
وأوضحت الكاتبة أن المسلمين صوتوا بأعداد كبيرة لحماية حقوقهم والدستور الهندي، على الرغم من القمع الذي واجهوه، مثل إجبار الشرطة لهم على مغادرة مراكز الاقتراع وانتشار مقاطع فيديو للناخبين وهم يتعرضون للضرب.
وفي مدينة سامبال بولاية أوتار براديش، هُزم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بأغلبية 120 ألف صوت، ما جعل المسلمين يشعرون بارتياح أكبر بشأن مستقبلهم في الهند.
وأشار أحد النشطاء إلى أن هذه الانتخابات قد تشجع أولئك الذين كانوا خائفين من التحدث علناً والنضال من أجل حقوقهم الدستورية على البدء في ذلك الآن.
وتابعت الكاتبة بأن كشمير، الولاية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة في الهند، سجلت أعلى معدلات إقبال للناخبين في السنوات الـ20 الماضية، ما وصفه الكشميريون بـ”تصويت لإسماع أصواتهم”.
وخلصت إلى أنه قد يكون من السابق لأوانه للمسلمين والأقليات الأخرى في الهند توقع مستقبل جديد بشكل جذري، لكنهم يعلمون أن مشاركتهم النشطة أحدثت فرقاً، والآن يفسح يأسهم الطريق للشعور بالتفاؤل والانتماء.