اقتصاد

صناعة السيارات في مواجهة الأزمات: تعريفات جمركية، إفلاس، وإضرابات تهدد عمالقة الصناعة

تشهد صناعة السيارات العالمية حالة من الارتباك نتيجة أزمات متلاحقة، بالتزامن مع اقتراب تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل. يتوقع أن تتأثر الصناعة بسياسات ترامب الجمركية المحتملة، التي تشمل فرض رسوم على السلع المستوردة، في حين تواجه شركات كبرى مثل نيسان شبح الإفلاس، وتشهد فولكس فاغن إضرابات واسعة، مما يفرض تحديات على معظم الشركات.

شركة ستيلانتيس تحت الضغط

يتوقع المحللون أن تكون شركة “ستيلانتيس”، المالكة لعلامات مثل جنرال موتورز وفورد وكرايسلر، من بين الشركات الأكثر تضررًا من الرسوم الجمركية التي يعتزم ترامب فرضها على الواردات من المكسيك وكندا. وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز، قد تتسبب هذه التعريفات في أضرار جسيمة على سلاسل التوريد المعقدة التي طورتها الصناعة خلال العقود الأربعة الماضية.

وفي سياق متصل، أعلنت ستيلانتيس عن استقالة رئيسها التنفيذي كارلوس تافاريس قبل عامين من موعد تقاعده المخطط له. جاءت هذه الخطوة وسط تراجع مبيعات الشركة بنسبة 20% في الربع الثالث من عام 2024، وهبوط سعر سهمها بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي.

أزمة شركة نيسان

تعاني نيسان من أزمة مالية حادة تهدد بوقوعها في الإفلاس خلال الأشهر المقبلة إذا لم تتمكن من تعزيز استدامتها المالية. تواجه الشركة انخفاضًا في المبيعات بأسواق رئيسية مثل الصين والولايات المتحدة، وتسعى إلى جذب استثمارات طويلة الأجل لدعم تدفقها النقدي.

تشير تقارير إلى أن نيسان تدرس بيع جزء من حصتها عبر شريكها الفرنسي رينو، مما قد يمهد الطريق للتعاون مع شركات أخرى مثل هوندا. كما عاد اسم رئيسها السابق، كارلوس غصن، إلى الأضواء مجددًا بعد هروبه من اليابان إلى لبنان.

إضرابات في فولكس فاغن

شهدت شركة فولكس فاغن إضرابات تحذيرية واسعة بمشاركة نحو 100 ألف موظف في تسعة مصانع بألمانيا. تأتي هذه الاحتجاجات رفضًا لخطط تقليص الوظائف وخفض الرواتب بنسبة 10%. تواجه الشركة الألمانية تحديات بسبب تباطؤ سوق السيارات الكهربائية، والمنافسة الشديدة مع الشركات الصينية، وارتفاع تكاليف الإنتاج.

تحديات في المملكة المتحدة

انخفض إنتاج السيارات في بريطانيا للشهر الثامن على التوالي، مع تراجع بنسبة 15.3% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتكافح الصناعة مع الانتقال إلى المركبات الكهربائية، وسط خطط لإغلاق مصانع وإلغاء وظائف.

نجاحات تسلا وتألق الصين

في المقابل، تعيش تسلا الأميركية فترة ذهبية، حيث تجاوزت قيمتها السوقية 1.1 تريليون دولار، مدعومة بتحالف قوي بين رئيسها إيلون ماسك والرئيس ترامب.

أما في الصين، فقد ارتفعت مبيعات السيارات بنسبة 11.2% في أكتوبر/تشرين الأول، مسجلة أسرع نمو شهري هذا العام. كما زادت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة بنسبة 56.7%، لتشكل أكثر من نصف إجمالي مبيعات السوق الصينية.

نظرة مستقبلية

في ظل الأزمات والنجاحات المتباينة، تبدو صناعة السيارات العالمية أمام منعطف حاسم يتطلب استراتيجيات جديدة للتكيف مع التحديات الجمركية والبيئية، وتعزيز الابتكار في ظل المنافسة الشديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى