جدل واسع في تونس بعد اعتقال طالب رفع علم فلسطين في مباراة المنتخب

أثارت حادثة اعتقال الطالب التونسي محمد أمين الطويهري، عضو الحملة التونسية لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، موجة واسعة من الجدل والتضامن على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.
وقع الحادث خلال مباراة المنتخب التونسي ونظيره المالاوي، ضمن تصفيات كأس العالم 2026 على ملعب رادس، حيث اقتحم الطويهري أرضية الملعب رافعًا علم فلسطين، قبل أن يتوجه إلى اللوحات الإعلانية المحيطة ويمزق لافتة دعائية لشركة تدعم الاحتلال الإسرائيلي. سرعان ما تدخلت قوات الأمن واعتقلته وسط هتافات الجماهير.
وأثار مقطع فيديو يوثق اقتحام الطويهري للملعب ورفعه العلم الفلسطيني، إلى جانب تدخل الأمن بعنف ضده، موجة غضب واسعة، إذ اعتبره نشطاء “عملًا رمزيًا” يعبر عن دعم القضية الفلسطينية، في حين وصفوا التعامل الأمني معه بـ”القمعي”.
وانتشرت وسوم تضامنية على مواقع التواصل تطالب بإطلاق سراحه فورًا، معبرين عن استغرابهم من التضييق على شاب عبّر عن رفضه للتطبيع بوسيلة سلمية، بينما تساءل حقوقيون عن جدوى توقيفه لمجرد رفعه علم فلسطين. كما انتقدوا ما اعتبروه تناقضًا في المواقف الرسمية، حيث ترفع السلطة شعارات مناهضة للتطبيع علنًا، لكنها تقمع مواقف داعمي القضية الفلسطينية عمليًا.
وقد أُحيل الطويهري إلى النيابة العمومية، حيث تقرر الاحتفاظ به وعرضه أمام المحكمة الابتدائية ببن عروس اليوم الثلاثاء 25 مارس/آذار، بتهم “الاقتحام والتشويش وإثارة الشغب”. في المقابل، دعت عدة منظمات داعمة للقضية الفلسطينية إلى التجمع أمام المحكمة تضامنًا معه.
وبعد استماع وكيل الجمهورية له، تقرر تأجيل الجلسة، مع إبقائه قيد المتابعة بانتظار موعد المحاكمة.
من جانبهم، وصفه ناشطون بأنه “بطل”، مؤكدين أن موقفه يجسد نبض الشارع التونسي الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع، وقال أحدهم:
“محمد أمين الطويهري لم يرتكب جريمة، بل عبر عن موقف نبيل تجاه قضية عادلة. مكانه في الجامعة، لا في السجن.”
ويرى متضامنون أن هذه القضية تتجاوز كونها حادثة فردية، لتطرح تساؤلات أعمق حول الحريات العامة وحق التعبير السلمي في تونس.