تصريحات أميركية متتالية بشأن غزة: إدارة ترامب تضغط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار

تواصلت التصريحات الرسمية من واشنطن بشأن ضرورة التوصل لاتفاق فوري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبذل جهودًا مكثفة لإنهاء الحرب، وذلك بعد إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها تدرس مقترحًا جديدًا قُدّم إليها.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، خلال لقائها مجموعة من الأسرى المحررين من غزة، أن ترامب يعمل بكل جدية لوضع حد لما وصفته بـ”الحرب الوحشية” في القطاع، والعمل على ضمان عودة جميع المحتجزين إلى ديارهم.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن ترامب عبّر بوضوح عن ضرورة قبول المقترح المطروح لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الوضع الميداني مرشح للتدهور إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبًا.
وكان ترامب قد أعلن، عبر منصته “تروث سوشيال”، أن إسرائيل وافقت على الشروط المطلوبة لإبرام هدنة تمتد لـ60 يومًا في غزة، كاشفًا عن أن الوسطاء القطريين والمصريين يعملون على تقديم الصيغة النهائية للمقترح. وقال: “آمل أن تقبل حماس هذا الاتفاق لأنه لن يتحسن، بل قد يتدهور أكثر”.
موقف حماس والجهود الدبلوماسية
من جهتها، أكدت حركة حماس أنها تتعامل مع المقترح المطروح بمسؤولية وطنية عالية، وتجري مشاورات داخلية لمناقشته، في مسعى للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى إنهاء العدوان، وضمان الانسحاب الفوري، وتقديم الإغاثة العاجلة لسكان غزة.
وشددت الحركة على أن الوسطاء يبذلون جهودًا مكثفة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية، والتوصل إلى “اتفاق إطار” يتيح انطلاق مفاوضات جادة.
تفاصيل المقترح المطروح
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مطّلع أن المقترح يتضمن هدنة لمدة 60 يومًا، تتضمن قيام حماس بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
لكنّ مصدرًا آخر وصف آلية توزيع المساعدات الإنسانية الحالية في القطاع بأنها “سيئة جدًا”، مؤكدًا أنها تمثل واحدة من أكبر العقبات أمام تنفيذ الاتفاق.
وذكر موقع “أكسيوس” الأميركي نقلًا عن مسؤول إسرائيلي بارز، أن واشنطن أبلغت تل أبيب وحماس بأنها ستدعم تمديد الهدنة في حال استمرار المفاوضات الجادة، حتى وإن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي خلال فترة الستين يومًا.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة تسعى إلى استمرار المحادثات في حال وجود تقارب بين الطرفين، مشيرًا إلى أنه في حال عدم حدوث تقدم ملموس، فإن إسرائيل لن تسمح لحماس “بإضاعة الوقت”، حسب تعبيره.
الموقف الإسرائيلي الداخلي
من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن “الغالبية العظمى من الشعب والحكومة تؤيد اتفاقًا يفضي إلى تحرير الأسرى الإسرائيليين”، محذرًا من تفويت الفرصة إذا توفرت.
نتنياهو يلوّح بالتصعيد
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تحرير جميع الأسرى في غزة والقضاء على حماس هما هدفان متلازمان، وقال خلال اجتماع لحزبه: “حماس لن تبقى، سنقضي عليها من الجذور، ولن نسمح ببقاء ما يُعرف بحماسستان في غزة”.
ونقلت شبكة “سي بي إس” عن مصادر إسرائيلية أن حكومة نتنياهو تؤيد وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، لكنها لا ترى فيه اتفاقًا نهائيًا لإنهاء الحرب.
وبحسب القناة 14 الإسرائيلية، فإن أي اتفاق محتمل يشمل إنهاء الحرب سيُرفق برسالة أميركية تضمن لإسرائيل الحق في استئناف العمليات العسكرية، إذا لم يتم تنفيذ مطالبها المتعلقة بنزع سلاح حماس وإبعاد قادتها.
أرقام صادمة
تُقدّر إسرائيل عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة بـ50، بينهم 20 على قيد الحياة، بينما تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني، بينهم نساء وأطفال، وسط تقارير حقوقية تؤكد تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي، ما أسفر عن حالات وفاة عديدة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حربًا وصفت بأنها “إبادة جماعية” في قطاع غزة، أودت بحياة أكثر من 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين.