اقتصاد

المستهلكون يردون على الشركات الداعمة لإسرائيل بلغة الاقتصاد

المستهلكون يردون على الشركات الداعمة لإسرائيل بلغة الاقتصاد

عبرت شركات عالمية كبيرة عن تأييدها لإسرائيل في حربها على قطاع غزة بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى”. وقد أظهرت تلك الشركات ميلًا غير مسبوق نحو الانحياز، متناسية مبادئ اقتصاد السوق، مما أدى إلى فقدان بعضها لأكثر من نصف مبيعاتها في بلدان عربية وإسلامية.

ظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر طرودًا ووجبات سريعة تم إرسالها هدية، تحمل عبارات تضامن مع جنود الاحتلال الإسرائيلي. وفي إطار هذا السياق، قامت شركة “إريال” المتخصصة في مساحيق غسل الملابس بإرسال مغسلة إلى معسكرات الجيش الإسرائيلي.

في المقابل، أظهرت أنماط الاستهلاك حول العالم رفضًا واسعًا لتصرفات الشركات والحكومات التي أظهرت تأييدها لإسرائيل في استمرار عدوانها على القطاع المحاصر. وتعبيرًا عن ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز وإبسوس منتصف نوفمبر الماضي، أن 32% من المشاركين يرون أن الولايات المتحدة يجب أن تدعم إسرائيل، بينما ارتفعت نسبة الذين يرون أن الولايات المتحدة يجب أن تكون وسيطًا محايدًا إلى 39%. وفي هذا السياق، اتخذت بعض الشركات العالمية موقفًا تأييديًا للجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى تأثير سلبي على مبيعاتها في عدة دول إسلامية.

مقاطعة وخسائر

من جهة أخرى، أفادت وكالة رويترز نقلاً عن مصدر في إدارة شركة ماكدونالدز في مصر، الذي لم يكشف عن اسمه، أن مبيعات الامتياز المصري تراجعت بنسبة 70% على الأقل في شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.

وأوضح سامح السادات، السياسي المصري وشريك مؤسس في شركة تي بي إس هولدينغ، التي تعد موردًا لستاربكس وماكدونالدز، أنه شهد انخفاضًا بنسبة حوالي 50% في طلبات العملاء على حد سواء.

وفي تقرير بعنوان “حملات المقاطعة المرتبطة بحرب غزة تضر بعلامات تجارية غربية في دول عربية”، نقلت الوكالة عن مصادر أن العلامات التجارية الغربية تعاني من تأثيرات الحملات المقاطعة في مصر والأردن والكويت والمغرب.

وفي الأردن، يشجع المؤيدون للمقاطعة أحيانًا زوار فروع ماكدونالدز وستاربكس على عدم الشراء، بينما رصدت رويترز في الكويت فروعًا لستاربكس وماكدونالدز خالية تمامًا من الزوار.

وفي المغرب، أكد عامل في فرع لستاربكس في الرباط أن العدد الكلي للزبائن انخفض بشكل ملحوظ. في هذا السياق، خسرت شركة ستاربكس في الولايات المتحدة أكثر من 10 مليارات دولار، حيث تراجع سعر سهمها بنهاية تعاملات يوم الأربعاء الماضي.

وكانت الشركة عرضة لموجة انتقاد بعد تضامن اتحاد عمال المجموعة مع الفلسطينيين، مما أدى إلى حملات مقاطعة وإجراءات قانونية، وتأثيرات سلبية على مبيعاتها في مواقع عدة.

وضع شديد الحساسية

في سياق متصل، عبّرت شركة زارا للأزياء قبل يومين عن أسفها لـ “سوء الفهم” الذي أحدثته حملة إعلانية استخدمت فيها تماثيل ملفوفة بأقمشة بيضاء، ما أدى إلى دعوات للمقاطعة من قِبَل ناشطين داعمين للفلسطينيين.

في تطور لاحق، قامت الشركة بحذف صور الحملة التي احتوت على صور تشبه تلك التي تُظهر جثثًا ملفوفة في أكفان بيضاء في غزة.

وفقًا لوكالة رويترز، تعكس حملة إعلان زارا التحديات التي تواجه العلامات التجارية العالمية في التعامل مع الوضع الحساس المتعلق بالحرب في غزة.

تُعَدُّ زارا أول علامة تجارية غربية كبيرة تتخذ موقفًا كهذا في مواجهة ما يُعتبره بعض المتابعين حملة إعلانية تجاوزت حدود الحساسية.

وأعلنت شركة بوما الألمانية للملابس الرياضية أنها ستنهي رعايتها للمنتخب الإسرائيلي لكرة القدم في العام المقبل، ورغم ذلك، قالت إن هذه الخطوة تأتي ضمن إطار استراتيجيتها الجديدة، وقبل حدوث عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي.

وكان الفلسطينيون قد دعوا إلى مقاطعة شركة الملابس الرياضية مُسَبِقًا، نظرًا لرعايتها للمنتخب الإسرائيلي.

زر الذهاب إلى الأعلى