الأخبار الدولية

المبعوث الأميركي يستعجل حل الأزمة السودانية بلا “عصا سحرية”

المبعوث الأميركي يستعجل حل الأزمة السودانية بلا “عصا سحرية”

بعد مرور عام على تصاعد التوترات واقتراب الحرب في السودان، تعمل الإدارة الأميركية بفعالية عبر مبعوثها الجديد توم بيرييلو على التصدي للأزمة السودانية، حيث قام بزيارة 7 عواصم أفريقية وعربية بهدف تهدئة التوترات.

وتتوقع واشنطن أن يتحول الوضع في السودان إلى نقطة لا عودة منها في حال استمرار الحرب لمدة 3 أشهر إضافية، ولذلك تسعى لإعادة طرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات خلال الفترة القادمة.

ويتوقع مراقبون أن تلجأ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى استخدام سياسة الضغط والتحفيز مع قادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وفي 26 فبراير/شباط الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تعيين توم بيرييلو كمبعوث خاص للسودان، في إطار جهود واشنطن لإنهاء النزاع في البلاد.

انتقادات

تم تعيين توم بيرييلو، عضو سابق في الكونغرس عن الحزب الديمقراطي، كمبعوث خاص للسودان بعد شهور من الضغط البارز من قبل المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين لتعيين خبير بارز في حل المشكلات لمساعدة في منع السودان من الانزلاق إلى “حرب أهلية”. يأتي هذا في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في البلاد، التي تُعد واحدة من أسوأ الأزمات في العالم.

وقد قام بيرييلو بجولة شاملة، تضمنت زيارة 7 عواصم أفريقية وعربية، بدءًا من جيبوتي وإثيوبيا وصولاً إلى الإمارات، حيث التقى بقيادات سياسية وممثلين عن المجتمع المدني في محاولة لتعزيز جهود السلام.

وأكد بيرييلو أن الوصول إلى سلام مستدام يعتمد على الحوار بين جميع الأطراف المعنية، وليس فقط بين القادة العسكريين في السودان، مشيراً إلى ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف الإقليمية والدولية للمساهمة في استقرار البلاد.

عتاب سياسي

أثناء مؤتمر صحفي عبر الوسائط الرقمية، أشار المبعوث الأميركي، توم بيرييلو، إلى أنه قام بمناقشات في العواصم الأفريقية والعربية مع مجموعة من المدنيين والفاعلين السودانيين حول سبل إنهاء الحرب وتخطيط لانتقال ديمقراطي في السودان. وأكد أن الشعب السوداني يرغب في إنهاء الحرب بسرعة.

بالنسبة لمحادثات السلام، دعا بيرييلو إلى إجراء محادثات شاملة تشمل الشركاء الأفارقة الرئيسيين والقادة الإقليميين ومنظمات متعددة الأطراف مثل “إيغاد” والاتحاد الأفريقي، ودول الخليج، مثل السعودية والإمارات. وأضاف أن هذا النهج الشامل ضروري لتعزيز الحوار الفعلي والالتزام بإنهاء الصراع وتسريع عملية السلام.

ووفقًا لتقارير، عبر بيرييلو عن انتقاده للقوى السياسية السودانية، معربًا عن استغرابه من عدم تمثيلها للشعب السوداني بشكل كافٍ، واستفسر عن الآليات التي يمكن من خلالها استطلاع رأي الشعب. كما أشار إلى أن الدعم الخارجي العسكري لأطراف النزاع يُعتبر عاملًا رئيسيًا في استمرار الحرب.

قام بيرييلو بمشاورات في القاهرة مع عدد من القادة السياسيين السودانيين، بما في ذلك رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير ونائب رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي، بالإضافة إلى السياسي اليساري الشفيع خضر. وأجرى أيضًا لقاءات مماثلة مع القادة في قوى الحرية والتغيير.

يُعتبر بيرييلو مؤهلاً بخبرته السياسية للعب دور إيجابي في مساعيه، وأكد أن الأولوية تكمن في وقف الحرب، وأن السودانيين يجب أن يكونوا من صانعي السلام. تحدث عن ضرورة اتخاذ قرارات تؤدي إلى إنهاء الصراع في السودان، وشدد على أن الوقت ينفد ويجب التحرك بسرعة لتجنب المزيد من الكوارث الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى