اقتصاد

الفضة أم الذهب: أيهما أفضل للاستثمار والادخار؟

الفضة أم الذهب: أيهما أفضل للاستثمار والادخار؟

“الفضة والذهب: مقارنة بين الاستثمار والادخار”

منذ العصور القديمة، كانت المعادن الثمينة محط اهتمام البشر، ومن بينها الفضة والذهب اللذين حظيا بشعبية كبيرة. ليس فقط بسبب جمالهما اللامع، ولكن أيضا لأنهما يُعتبران خيارًا استثماريًا مربحًا على المدى الطويل.

غالبًا ما يلجأ الناس إلى شراء الذهب والفضة في حالات الانكماش الاقتصادي، وأوقات الحروب، والاضطرابات الجيوسياسية، وخلال فترات طويلة من ارتفاع التضخم وارتفاع الأسعار.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: أيهما أفضل للاستثمار والادخار؟

فهم الفرق بين كيفية استخدام الفضة والذهب، وحساسياتهما الاقتصادية، وخصائصهما التقنية يمكن أن يساعد في تحديد المعدن الأفضل للادخار والاستثمار.

نقدم في هذا التقرير مزايا وسلبيات الاستثمار في الفضة والذهب، مما يترك لك القرار النهائي في تحديد المعدن الأفضل والأكثر مناسبة لك للادخار والاستثمار فيه.

الفضة.. المعدن الذي لا غنى عنه

“فضة: الاستثمار الذكي والعملي في عصر الثورة الصناعية الرابعة”

على الرغم من أن الفضة قد لا تحظى بشعبية مثل الذهب كوسيلة للاستثمار، إلا أنها تعتبر بالفعل استثمارًا ذكيًا وعمليًا، خاصة في ظل التطورات الحديثة. تزداد أهمية الفضة يومًا بعد يوم في عصر الثورة الصناعية الرابعة، حيث تلعب دورًا حاسمًا في صناعات متعددة بفضل قدرتها الفائقة على نقل الكهرباء والحرارة.

تجد الفضة استخدامها في ما يقارب 50% من الصناعات الثقيلة والتكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك صناعة الأشباه الموصلة، والأجهزة الذكية، وأنظمة السيارات الكهربائية، وخلايا الطاقة الشمسية، والتكنولوجيا النووية، والطب السني، وصناعة الإضاءة بتقنية “LED”، و”RFID” (لتتبع الطرود عبر العالم)، والعديد من التطبيقات الصناعية الأخرى. وفقًا لمسح عالمي حول الفضة، يُطلق عليه “معهد الفضة”، ويُلقب بـ “المعدن الذي لا غنى عنه”.

ونتيجة لتلك الاستخدامات المتنوعة، تظهر الفضة أكثر حساسية للتغيرات الاقتصادية مقارنةً بالذهب، حيث يتمتع الذهب باستخدامات محدودة تتركز بشكل رئيسي في مجال المجوهرات والاستثمار. وفي حالة نمو الاقتصاد والصناعة، يزداد الطلب على الفضة، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها، والعكس صحيح أيضًا خلال فترات الركود الاقتصادي وتباطؤ النشاط الصناعي. وهو ما قد يُعد أحد التحديات الرئيسية للاستثمار في الفضة بسبب ارتباط أسعارها بالصناعة بشكل أساسي.

“فضة: الاستثمار في عصر الثورة الصناعية الرابعة”

رغم أن الفضة قد لا تحظى بنفس الشهرة التي يتمتع بها الذهب كوسيلة للاستثمار، إلا أنها تظل خياراً ذكياً وعملياً، خاصة في ظل الثورة الصناعية الرابعة وتطور الصناعات المتنوعة المرتبطة بها، حيث تشكل الفضة جزءًا أساسيًا في هذه الصناعات. تتزايد الطلبات المستمرة على الفضة، ومع زيادة الطلب يرتفع سعرها، مما يجعلها أصلًا ثمينًا وتحقق قيمة كبيرة على المدى الطويل.

وفي ظل هذه الظروف، تزيد شعبية الفضة وتتزايد قيمتها يوماً بعد يوم. من الناحية الاقتصادية، تعد الفضة خيارًا للاستثمار طويل الأجل يمكن أن يتحقق للمستثمر عوائد جيدة، وفقًا لتقرير نشرته منصة “بوليسي بازار” مؤخرًا.

الذهب.. الملاذ الآمن

استخدم الإنسان الذهب كوسيلة للتبادل التجاري منذ اكتشافه، وفي عصرنا الحالي، يُعتبر الذهب من قِبَل العديد من المستثمرين أداةً فعّالة لحماية ثرواتهم من تأثير التدهور القيمي، حيث يظل الذهب حاضنًا لقيمته عبر الزمن.

لطالما كان الذهب ملجأً آمنًا خلال فترات عدم اليقين في الأسواق، أو خلال التوترات الجيوسياسية، أو أزمات الاقتصاد. ينظر المستثمرون إلى الذهب باعتباره مخزنًا موثوقًا للقيمة، يمكنه مواجهة اضطرابات السوق وتوفير الاستقرار. في مثل هذه الفترات، يشهد الطلب على الذهب ارتفاعًا، مما يؤدي إلى زيادة سعره.

نتيجة لذلك، يحتفظ العديد من المستثمرين بحصص من الذهب في محافظهم الاستثمارية، خاصةً إذا كانوا بحاجة إلى السيولة خلال فترات الركود الاقتصادي.

في ظل الركود، يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا؛ حيث يُظهر الاستثمار المسبق فيه قيمته خلال فترة الركود، مما يتيح للمستثمر شراء أصول أخرى بأسعار منخفضة دون الحاجة لبيع أصوله الذهبية.

الذهب أم الفضة؟مقارنة تاريخية

لفهم أيهما يعد أفضل للادخار والاستثمار على المدى الطويل، سنقوم بإجراء مقارنة تاريخية لأسعار الذهب والفضة على مر السنوات.

في نهاية عام 1925، كان سعر أونصة الذهب يبلغ 20.63 دولارًا. وفي نهاية عام 2020، بلغ سعر أونصة الذهب 1893.66 دولارًا. خلال فترة تزيد عن 95 عامًا، حقق الذهب عائدًا مركبًا بنسبة سنوية تقدر بحوالي 4.87%.

يجدر بالذكر أن أسعار الذهب انخرطت في نهاية عام 2023 عند مستوى يقترب من 2063 دولارًا، بعد أن سجلت مستوى قياسيًا عند 2100 دولار خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2023.

في ختام عام 1925، كان سعر أوقية الفضة يبلغ 0.68 دولار، وعند نهاية عام 2020، بلغ سعر أونصة الفضة 17.14 دولار. وخلال هذه الفترة التي تمتد لأكثر من 95 عامًا، حققت الفضة نسبة ربح سنوية بلغت حوالي 3.46%.

يجدر بالإشارة إلى أن أسعار الفضة أغلقت عند مستوى يفوق 24 دولارًا بنهاية عام 2023. وفي هذا السياق، يعتبر الأداء الاستثماري للذهب أفضل من الفضة على المدى الطويل، وفقًا لتصريحات الدكتور روبرت ر. جونسون، أستاذ العلوم المالية في كلية هايدر للأعمال بجامعة كريتون الأمريكية.

ومع ذلك، يجدر بنا أن نضع في اعتبارنا أن الثورة الصناعية الرابعة لا تزال في مراحلها الأولى، وتستخدم الفضة كعنصر أساسي في العديد من الصناعات الناشئة والجديدة. وتعتبر الفضة بشكل عام مصدرًا أساسيًا في الصناعة، في حين يُعتبر الذهب بشكل رئيسي استثمارًا نظرًا لعدم مشاركته في الكثير من الصناعات.

لذلك، يمكن أن يكون الاستثمار في الفضة خيارًا جيدًا في المستقبل، حيث يتوقع أن تظل أهميتها متزايدة. القرار النهائي يعتمد على احتياجات وأهداف المستثمر.

زر الذهاب إلى الأعلى