الصحة

العواصف الترابية: مخاطرها الصحية وكيفية الوقاية منها

تعد العواصف الترابية أو الغبارية من الظواهر الجوية الشائعة في العديد من المناطق، خاصة خلال الفصول الممتدة من الربيع إلى الخريف. وعلى الرغم من أن هذه العواصف غالباً ما تستمر لبضع دقائق فقط، فإنها تُشكل تهديداً كبيراً على الصحة العامة وسلامة الأفراد، خاصة لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي.

كيف تتكوّن العواصف الترابية؟

تتشكل العواصف الترابية عندما تثير الرياح القوية التربة الجافة، مما يؤدي إلى انطلاق كميات هائلة من جزيئات الغبار في الهواء. هذه الجزيئات تختلف في أحجامها، فمنها الخشنة التي تترسب في الأنف أو الفم، ومنها الدقيقة جداً القادرة على التغلغل عميقاً داخل الرئتين والتسبب في أضرار صحية جسيمة.

التأثيرات الصحية لعواصف الغبار

تؤثر العواصف الترابية بشكل مباشر على جودة الهواء، وتُقلل من مدى الرؤية، كما قد تتسبب في ظهور مجموعة من الأعراض الصحية، أبرزها:

  • تهيّج في العينين والأنف والحلق
  • السعال وضيق التنفس
  • صفير أثناء التنفس

وتتضاعف هذه التأثيرات لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل:

  • الأطفال والرضع والمراهقين
  • كبار السن
  • مرضى الربو، وانتفاخ الرئة، والتهاب الشعب الهوائية
  • المصابين بأمراض القلب أو السكري

وفي حالات التعرض المتكرر أو الطويل للغبار المحمول جواً، قد تتطور الأعراض لتصبح مزمنة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب أو الجهاز التنفسي.

خطوات الوقاية أثناء العواصف الترابية

لحماية نفسك وأفراد أسرتك خلال العواصف الترابية، يُنصح باتباع الإجراءات التالية:

  • البقاء في المنزل وإغلاق النوافذ والأبواب بإحكام
  • تجنّب الأنشطة الخارجية والتمارين المجهدة
  • ارتداء كمامات واقية (مثل أقنعة P2 أو P3) عند الضرورة
  • استخدام مكيف الهواء على وضع إعادة التدوير لتقليل دخول الغبار
  • غسل الوجه والأنف والفم بعد العاصفة، وشطف العينين بالماء في حال تعرضها للغبار
  • ارتداء نظارات واقية عند الخروج
  • تنظيف المنزل جيداً بعد انتهاء العاصفة
  • متابعة نشرات الطقس والتنبؤات الجوية بشكل دوري

إرشادات القيادة أثناء العواصف

الرؤية قد تنخفض بشكل خطير أثناء العواصف الرملية، ما يهدد سلامة القيادة. لذلك:

  • خفّض السرعة فوراً عند تدني الرؤية
  • إذا انخفض مدى الرؤية إلى أقل من 100 متر، توقف جانب الطريق بأمان
  • أبقِ نوافذ السيارة مغلقة، واضبط التهوية على وضع إعادة التدوير

خلاصة:
رغم قصر مدة العواصف الترابية، فإن تأثيراتها الصحية قد تكون بالغة، خاصة لدى الفئات الأكثر هشاشة صحياً. والوعي بالمخاطر، مع الالتزام بإجراءات الوقاية، هو السبيل الأنجع لتقليل أضرارها والمحافظة على السلامة العامة.

زر الذهاب إلى الأعلى