تقنية

السيارات الذاتية القيادة الخطر الأكبر في طرقات المستقبل؟

تاريخياً، ارتبطت فكرة السيارات الذاتية القيادة بخيال الحالمين بالمستقبل، حيث احتلت مكانة بارزة في الأعمال الفنية التي تتصوّر المستقبل البعيد. بالتالي، عمل العلماء عبر الزمن والمكان على تحقيق هذا الحلم، سعياً لتطوير سيارات يمكن قيادتها ذاتياً بشكل دائم وآمن.

على الرغم من أن فكرة السيارات الذاتية القيادة لا تزال تبدو مستقبلية إلى حد ما، إذ لم يتم تحقيقها بشكل كامل دون تدخل بشري، فقد شهدنا تقدماً ملموساً في السنوات الأخيرة. فقد أصبح بإمكان الأفراد الآن اقتناء سيارات تسلا الذاتية القيادة واستخدامها على الطرقات.

ومع هذا التقدم، يطرح السؤال: هل ينبغي لنا السعي جاهدين وراء هذا الحلم؟ وما هي المخاطر المحتملة التي قد تطرأ في مستقبل مزدهر بالسيارات الذاتية القيادة؟

يمكن تتبع بداية فكرة السيارات الذاتية القيادة إلى عصور سابقة، حيث كان المبتكر الإيطالي ليوناردو دافنشي من أوائل من استحضر هذا الحلم في القرن السادس عشر. ومن خلال تجاربه، نجح في تطوير مركبة يمكن قيادتها بدون تدخل بشري، مستخدماً نوابض مضغوطة بدلاً من مصادر الطاقة التقليدية. ومن ثم، فإن أفكاره تجاوزت الزمن لتلقى اهتماماً في القرن العشرين، خلال فترة الثورة الصناعية، حيث قدّم المبتكر فرانسيس هودينا في عام 1925 أول سيارة يمكن التحكم فيها عبر الراديو. ورغم تقدمها، إلا أن الصعوبات التي واجهت التحكم فيها والحاجة لوجود مشغل خلف الراديو أدت إلى تراجع الفكرة.

منذ ذلك الحين، تواصلت التجارب والتطورات، حيث ازداد الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما أتاح لنا الآن إنتاج سيارات ذاتية القيادة دون الحاجة لتدخل بشري. وقدمت شركات مثل تسلا وأودي نماذج مبتكرة لهذا النوع من السيارات.

ومع التطورات، أثارت السيارات الذاتية القيادة مخاوف عديدة، خاصة بعد وقوع حوادث تنبأت بمشاكل في النظام، مثل الحادث الذي تعرض له تيلمان متشل بسبب فشل نظام القيادة الذاتية لسيارة تسلا. وهذه الحوادث ليست محصورة فقط في سيارات تسلا، بل تشمل أيضاً سيارات أخرى مثل تلك المنتجة من قبل شركة جنرال موتورز.

هذه المخاوف تشكل تحدياً أمام قبول المستهلكين لهذه التكنولوجيا، حيث يشعر الكثيرون بالخوف والعدم الثقة تجاه السيارات الذاتية القيادة. وبالتالي، فإن استمرار تقدم هذه التكنولوجيا يتوقف على قدرتها على التغلب على هذه المخاوف وتوفير نظام آمن وموثوق.

زر الذهاب إلى الأعلى