الصحة

الذكاء الاصطناعي يقف في صف البشرية في حربها على السرطان

فريق من العلماء في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو قاموا بتطوير خوارزمية للتعلم الآلي بهدف محاكاة التجارب البحثية الكيميائية المعقدة التي تستهلك الكثير من الوقت في مجال اكتشاف الأدوية. هذه الخوارزمية تعتبر ابتكارا هاما يمكن أن يبسط ويسرع عملية اكتشاف علاجات جديدة للسرطان.

أجرى الدراسة فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، ونشرت النتائج في مجلة “نيتشر كومينكيشنز”، وتم التقرير عنها على موقع “يوريك ألرت”.

تعتمد هذه التقنية الجديدة، المسماة “بوليغون”، على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل وتصميم الجزيئات الكيميائية التي تستهدف عدة بروتينات مهمة، بينما تعتمد تقنيات اكتشاف الأدوية التقليدية على استهداف بروتين واحد فقط. هذا يجعل الأدوية متعددة الأهداف موضع اهتمام كبير بسبب قدرتها على تحقيق نتائج مماثلة للعلاج المركب من أكثر من دواء.

يشير البروفيسور تري إيديكر، الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن اكتشاف وتطوير عقار جديد يمكن أن يستغرق سنوات ويكلف ملايين الدولارات، وخاصة عندما يكون العقار متعدد الأهداف. ومع ذلك، فإن هذه التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تساعد في تقليل هذه الفترة وتحفز تطوير أدوية جديدة وفعالة.

قام الباحثون بتدريب “بوليغون” على قاعدة بيانات تضم ملايين الجزيئات النشطة بيولوجيا والتي تحتوي على معلومات تفصيلية عن خصائصها الكيميائية وتفاعلاتها. باستخدام هذه البيانات، يمكن لـ “بوليغون” إنشاء صيغ كيميائية جديدة للأدوية المحتملة التي تستهدف بروتينات معينة بناءً على الخصائص المطلوبة.

هذا النهج يمثل تطورا هاما في مجال اكتشاف الأدوية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الباحثين في توليد أفكار جديدة وفعالة للأدوية المستقبلية.

علاج للسرطان

وجد العلماء أن الأدوية التي تم تطويرها كان لها نشاط ملحوظ ضد البروتينين “إم إي كيه 1” و “إم تي أو آر”، ولكن كانت لها تفاعلات محدودة خارج الهدف مع البروتينات الأخرى. يشير هذا إلى إمكانية أن يكون أحد الأدوية التي تم تحديدها بواسطة بوليغون قادرًا على استهداف كلا البروتينين كعلاج للسرطان، مما يتيح قائمة من الخيارات التي يمكن للكيميائيين البشريين ضبطها بدقة.

وفيما يتعلق بالتطوير المستقبلي للأدوية، أوضح إيديكر: “عندما يتعلق الأمر بالمركبات المرشحة لتصبح أدوية، يتطلب الأمر مواصلة العمليات الكيميائية الأخرى اللازمة لتحسين هذه الخيارات وجعلها علاجًا فعالًا”. وأضاف بتحذير: “على الرغم من أننا لا ينبغي أبدًا أن نحاول استبعاد الخبرة البشرية من عملية اكتشاف الأدوية، إلا أن ما يمكننا القيام به هو تبسيط بعض الخطوات في العملية”.

وعبر إيديكر عن تفاؤله بمستقبل هذا المفهوم، مشيرًا إلى أنه من المثير للاهتمام رؤية كيف سيتطور هذا النهج خلال العقد القادم، سواء في الأوساط الأكاديمية أو في القطاع الخاص، وأشار إلى أن هناك إمكانيات لا حصر لها تقريبًا.

زر الذهاب إلى الأعلى