الأخبار الدولية

استطلاع للرأي بنسبة 92% القضية الفلسطينية قضية جميع العرب

قدم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات نتائج استطلاع رأي يُظهر توجهاً قوياً في الشارع العربي نحو القضية الفلسطينية، حيث أشارت الدراسة إلى إجماع بلغ 92% على أن تُعتبر القضية الفلسطينية “قضية جميع العرب وليست قضية الفلسطينيين فقط”. يُعد هذا الرقم نسبة غير مسبوقة، حيث ارتفعت بنسبة 16% مقارنةً بالنتائج التي تم تسجيلها في نهاية عام 2022 والتي كانت تبلغ 76%.

كما تناول الاستطلاع مجموعة من المقترحات التي قدمها الرأي العام العربي، منها دعوة الحكومات العربية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقطع العلاقات مع إسرائيل، إضافة إلى دعم قطاع غزة بالمساعدات واستخدام سلاح النفط، بالإضافة إلى فكرة إنشاء تحالف عالمي لمقاطعة إسرائيل.

من جهة أخرى، سُجل ارتفاع كبير في نسبة اعتبار القضية الفلسطينية قضية عربية في بعض الدول، حيث ارتفعت هذه النسبة في المغرب من 59% في عام 2022 إلى 95%، في مصر من 75% إلى 94%، وفي السعودية من 69% إلى 95%. يعكس ذلك تغيرًا جوهريًا في آراء المواطنين في هذه البلدان.

وفقًا للدراسة التي شملت عينة تضم 8 آلاف مشارك من 16 مجتمعًا عربيًا، تمت خلال الفترة من 12 ديسمبر الماضي حتى 5 يناير الحالي، يظهر الرأي العام العربي عدم اقتناعه بأن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الفلسطينية كانت تحقيقًا لأجندة خارجية، حيث رفض 89% من المشاركين أن تعترف بلدانهم بإسرائيل.

تضامن مع غزة ضد العدوان

وفقًا لنتائج الاستطلاع ذاته، يعتقد 36% من المواطنين في المنطقة العربية أن الخطوة الرئيسية التي يجب على حكوماتهم اتخاذها لوقف العدوان على قطاع غزة تكمن في قطع العلاقات أو إلغاء التطبيع مع إسرائيل. بينما اعتبر 14% من المستجيبين أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون موافقة إسرائيل هو الإجراء الأكثر أهمية، وأفضل 11% استخدام سلاح النفط للضغط على إسرائيل وأنصارها.

تباينت آراء باقي الناس بخصوص الخطوات المقترحة لإنهاء الحرب، حيث تراوحت بين الدعوة إلى تأسيس تحالف عالمي لمقاطعة إسرائيل (9%) وتقديم مساعدات عسكرية لقطاع غزة (8%)، إلى إعلان التعبئة العسكرية (5%)، وإعادة النظر في العلاقات مع الولايات المتحدة (4%)، وإعادة النظر مع الدول المؤيدة لحرب إسرائيل (3%)، وآراء أخرى بنسب ضئيلة.

عبّر 69% من المشاركين في الاستطلاع عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وحركة حماس، بينما صرّح 23% بتضامنهم مع الفلسطينيين على الرغم من اختلافهم مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأظهرت النتائج أن 89% من المشاركين يرفضون اعتراف بلدانهم بإسرائيل، مقارنة بـ4% الذين يوافقون على ذلك، وامتنع 7% عن التعبير عن آرائهم، مشيرة إلى ارتفاع بنسبة 5% عن نتائج عام 2022 حيث كانت نسبة الرفض 84%.

مقاومة مشروعة

أظهرت نتائج الاستطلاع بشكل بارز أن الرأي العام العربي يظل غير مقتنع بأن عملية “طوفان الأقصى” التي جرت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي كانت تحقيقًا لأجندة خارجية. حيث أشار 35% من المستجيبين إلى أن السبب الرئيسي وراء العملية هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، في حين ربط 24% بين العملية والدفاع عن المسجد الأقصى من الهجمات الإسرائيلية، ورأى 8% أنها ناتجة عن استمرار حصار قطاع غزة.

تنوعت آراء المشاركين حيال التحليل السببي للعملية، حيث اتجهت بعضها نحو تحرير المعتقلين والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية (6%)، وكان لاستمرار الاستيطان وتوسعه في الأراضي الفلسطينية دور في آراء 5%، فيما أشار 4% إلى عدم اهتمام المجتمع الدولي بحقوق الفلسطينيين واستمرار الاحتلال، و4% آخرين رفضوا إقامة دولة فلسطينية. وسجلت هذه الآراء نسبًا ضئيلة.

فيما يخص النقاش حول مشروعية العملية، وافق 67% من الرأي العام العربي على تصنيفها كـ “عملية مقاومة مشروعة”، بينما قيمها 19% بأنها “عملية مقاومة مشروعة شابتها بعض الأخطاء”، واعتبرها 5% “عملية غير مشروعة”.

أظهرت النتائج أيضًا أن المواطنين العرب يفهمون أن هذه الحرب تمسهم مباشرة، حيث عبر 97% من المستجيبين عن شعورهم بضغط نفسي نتيجة للحرب على قطاع غزة، وأكد 84% منهم أن هذا الضغط نفسي كان كبيرًا.

من بين المشاركين في الاستطلاع، صرح نحو 80% بأنهم يتابعون أخبار الحرب بانتظام، بينما صرح 7% بأنهم لا يتابعونها. وقد سُجِّلت أعلى نسبة لمتابعة الأخبار في فلسطين والأردن ولبنان. وتتوزع مصادر المتابعة بين القنوات التلفزيونية بنسبة 54%، وشبكة الإنترنت بنسبة 43%، فيما يُستخدم معظم متابعي أخبار الحرب على الإنترنت وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات.

حماس ليست “داعش”

وفقًا لنتائج الاستطلاع، يظهر وجود شبه اتفاق بين المستجيبين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، حيث تفوقت نسبة تجاوب تجاوزت 95% فيما يتعلق بتأثير الحرب على مستوى الأمان في تلك المناطق، بالإضافة إلى تأثيرها على إمكانية التنقل بين محافظاتها ومدنها، وشعورهم بالأمان والسلامة الشخصية، بالإضافة إلى تأثيرها على الوضع الاقتصادي.

وأفاد 60% من الفلسطينيين في الضفة أنهم تعرضوا لاقتحامات من قوات جيش الاحتلال أو كانوا شهودًا عليها، بينما أبلغ 44% عن توقيف أو استجواب من قبل الجيش الإسرائيلي. وأفاد 22% بتعرضهم لهجمات أو مضايقات من المستوطنين.

وفيما يتعلق بالمقارنة بين حركة حماس وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، يعتقد 67% من الرأي العام العربي أن هاتين الكيانين يختلفان عن بعضهما تمامًا، بينما أفاد 15% بأن حماس تختلف عن داعش بشكل كبير، و5% اعتبروا أن حماس تختلف عن داعش بشكل جزئي، في حين قال 3% فقط إن حماس لا تختلف عن داعش.

أميركا وإسرائيل

وفقًا لنتائج الاستطلاع الذي أجري حول تقييم الرأي العام العربي لسياسات القوى الإقليمية والدولية تجاه الحرب على قطاع غزة، كشفت النتائج عن رفض واسع لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في هذا السياق. حيث أشار 94% من المستجيبين إلى أنهم يرون موقف الولايات المتحدة بأنه “سيئ” أو “سيئ جدا”، بينما اعتبر 3% أنه جيد، وصرّح 1% بأنه جيد جداً.

وفي نفس السياق، وافق 79% و78% و75% على أن مواقف فرنسا وبريطانيا وألمانيا على التوالي كانت سلبية تجاه الحرب على قطاع غزة، بينما تباينت آراء الرأي العام العرب بشأن مواقف إيران وتركيا وروسيا والصين بين الإيجابية والسلبية.

ووفقًا للنتائج، أكد 76% من المستطلعين أن نظرتهم نحو الولايات المتحدة أصبحت أكثر سلبية بسبب مواقفها من الحرب، حيث أشار 81% إلى أنهم يرونها غير جادة في العمل نحو إقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة منذ عام 1967.

وفي سياق آخر، أظهرت النتائج أن 77% من الرأي العام العرب يرون الولايات المتحدة وإسرائيل كأكثر القوى تهديدًا لأمن المنطقة واستقرارها، حيث رأى 51% أن الولايات المتحدة تشكل التهديد الأكبر، و26% رأوا إسرائيل كالتهديد الأكبر.

أما بالنسبة لتغطية الإعلام الأميركي لأحداث الحرب على قطاع غزة، فأشار 82% من المستجيبين إلى أنها منحازة لصالح إسرائيل، بينما رأى 7% فقط أنها محايدة، و4% اعتبروا أنها منحازة لصالح فلسطين.

زر الذهاب إلى الأعلى