الأخبار الدولية

إضراب شامل بمدن عربية تنديدا بالحرب على غزة

عم اليوم الاثنين إضرابًا شاملاً في عدة مدن حول العالم، يعبّر عن استنكار واستنكاف واسعين للحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. سبق لنشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي أن أطلقوا دعوات للمشاركة في هذا الإضراب العالمي، معبرين عن تضامنهم مع أهالي غزة الذين يواجهون التصعيد العدواني الإسرائيلي.

ويتسع هدف الإضراب الشامل للتأثير على المستوى الدولي، حيث يسعى المشاركون إلى ممارسة ضغط فعّال على حكومات العديد من الدول، دافعين عن الحاجة الملحة للتصدي بجدية للمجازر الإسرائيلية والانتهاكات المستمرة في قطاع غزة.

تفاصيل الدعوات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى أن المشاركة في الإضراب تتضمن التخلي عن حضور مراكز العمل والمدارس والجامعات، وعدم فتح المحلات التجارية في المراكز التجارية. كما يُشدد على عدم استخدام المركبات، والامتناع عن التسوق أو استخدام البطاقات المصرفية في إجراء المشتريات.

من جهته، أكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين دعمه لدعوات الإضراب العالمي، داعيًا إلى مشاركة فعّالة في هذا الإضراب بهدف فرض ضغط لوقف الحملة الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة التي تمتد لأكثر من شهرين.

وفي بيان له، دعا الاتحاد المسلمين والأحرار حول العالم إلى التظاهر والاعتصام احتجاجًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وشركائه الأمريكيين، محثًا على استمرار الإضراب وتكثيف الجهود لتحقيق أهدافه. كما حث على تعبئة المؤسسات والهيئات والأحزاب والحركات والشخصيات البارزة حول العالم لدعم هذا الإضراب، بهدف دفع حكوماتهم للاستجابة لرغبات شعوبهم وإيقاف العدوان الحالي.

لبنان

ألتزمت لبنان بشكل كامل بدعوات الإضراب الشامل العالمي، اعتراضاً على العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث شهدت شوارع العاصمة بيروت ومدن أخرى في لبنان توقفًا تامًا للحركة. وتمثل هذه الخطوة تعبيرًا عن التضامن مع غزة، ودعمًا للشعب الفلسطيني، وخاصةً القرى الجنوبية اللبنانية.

تم إغلاق المدارس الرسمية والخاصة، وتعطلت العمليات في المصارف والإدارات العامة، وكذلك في عدد من الإدارات الخاصة، تماشيًا مع قرار الحكومة الداعم للاضراب الشامل. وكان مجلس الوزراء اللبناني قد أعلن يوم الأحد إغلاق جميع الإدارات والمؤسسات في البلاد، تضامنًا مع غزة والشعب الفلسطيني، والقرى الجنوبية اللبنانية، واستجابة للنداء العالمي الرامي إلى دعم غزة.

وفي إطار هذه الخطوات، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية اليوم إغلاق دوائرها في لبنان، بالإضافة إلى البعثات اللبنانية في الخارج، وذلك امتثالًا لمذكرة مجلس الوزراء.

فلسطين

انتشرت بشكل واسع الإضراب الشامل في جميع جوانب الحياة في الضفة الغربية، حيث أعلنت نقابات واتحادات وبنوك وفصائل فلسطينية وشركات في بيانات منفصلة يوم الأحد انضمامها إلى الإضراب العام.

وشهدت جميع محافظات الضفة الغربية تعطيل حركة المواصلات، وإغلاق المؤسسات والبنوك، وتعطيل الدراسة في المدارس والجامعات، وإغلاق الوزارات والمحال التجارية. بالإضافة إلى ذلك، تم تعليق جلسة التداول في البورصة المحلية اليوم.

وكانت القوى والفصائل الفلسطينية قد دعت في بيان سابق إلى التظاهر في الشوارع والساحات في المدن والقرى والمخيمات، بهدف التعبير عن وحدة الدم والمصير، وتأكيد الانتصار للأبرياء العزل. كما وجهوا رسالة إلى العالم تؤكد أن الشعب الفلسطيني سيقف بقوة ضد محاولات الاقتلاع والتهجير، وأن النضال المشروع سيستمر حتى تحقيق الحرية والاستقلال.

الأردن

شهدت الدعوة إلى الإضراب في الأردن استجابة واسعة من قبل العديد من القطاعات الخاصة، حيث ظهرت استجابة واضحة في العاصمة عمّان وعدد من المحافظات الأخرى ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين. أغلقت العديد من المحال التجارية أبوابها، وتم تعليق لافتات تشير إلى مشاركتها في الإضراب تضامناً مع قطاع غزة. كما أعلنت شركات خاصة كبيرة عن عدم دوام موظفيها، مؤكدة مشاركتها الفعّالة في هذا النضال.

شهدت حركة السير تراجعًا ملحوظًا، وسجّل انخراطاً كبيراً من قبل الطلاب الذين كانوا متجهين إلى المدارس والجامعات. تصدر وسم “الإضراب الشامل” قائمة الوسوم الأكثر تداولاً على منصة إكس في الأردن، مما يعكس تفاعل الجماهير ودعمها لهذه الحركة.

سُجِّلت صور من شوارع المملكة وساحات الجامعات، حيث ظهرت شبه فارغة تمامًا، إلتقطتها ناشطون، مما يُظهر تأثير الإضراب على الحياة اليومية والنشاطات الروتينية في البلاد.

موريتانيا

أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في موريتانيا عن تأجيل جميع الدروس والاختبارات المقررة لها اليوم الاثنين، وذلك تضامنًا مع قطاع غزة. وقد أصدر الاتحاد العام للطلاب الموريتانيين والتجمع الطلابي الموريتاني دعوات لطلاب جامعة نواكشوط للمشاركة في الإضراب الشامل، بهدف التعبير عن التضامن مع القدس والأقصى، ولنصرة سكان قطاع غزة والتنديد بالإبادة الجماعية التي يتعرضون لها من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفي سياق متصل، دعت مجموعة من هيئات المجتمع المدني الموريتاني إلى المشاركة في الإضراب كوسيلة احتجاجية ضد استمرار العدوان الإسرائيلي.

شهدت عدة دول، من بينها المغرب وتونس وقطر والعراق، بالإضافة إلى دول أوروبية، مشاركات فردية في الإضراب، حيث قام بعض النشطاء وأصحاب الشركات الخاصة والمحال التجارية بإغلاق أبوابهم وتعليق خدماتهم لليوم، اندراجًا تحت راية التضامن مع قطاع غزة.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية مدمرة على قطاع غزة، وقد خلفت هذه الحملة أعدادًا مأساوية من الضحايا، حيث بلغت حوالي 18 ألف شهيد ونحو 47 ألف جريح، ويتمثل الغالبية العظمى منهم في الأطفال والنساء. يضاف إلى ذلك، الآلاف الذين لا يزالون تحت الأنقاض، ويعتقد أنهم قد فارقوا الحياة، إلى جانب الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية وتداولات آلاف الأشخاص في ظروف إنسانية غير مسبوقة.

زر الذهاب إلى الأعلى