اقتصاد

أسعار النفط بطريقها لتحقيق مكاسب أسبوعية بأكثر من 3%

أسعار النفط بطريقها لتحقيق مكاسب أسبوعية بأكثر من 3%

على الرغم من تراجع أسعار النفط الخام على نطاق ضيق في الأسواق العالمية خلال جلسات التداول اليوم الجمعة، فإنها تظل على مسارها لتحقيق مكاسب أسبوعية تفوق 3%.

يأتي هذا الاتجاه الصعودي نتيجة لعدة عوامل، من بينها المراجعة التصاعدية التي قامت بها وكالة الطاقة الدولية لتوقعاتها للطلب على النفط لعام 2024، إضافة إلى الانخفاضات غير المتوقعة في مخزونات النفط الأميركية، والتوترات الجيوسياسية التي تؤثر على سلاسل التوريد العالمية.

أداء السوق واتجاهاته

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.6% أو 59 سنتًا إلى 84.83 دولار للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 0.6% أو 56 سنتًا إلى 80.70 دولار للبرميل.

تأتي هذه الانخفاضات الطفيفة بعد ارتفاع أمس الخميس، حيث بلغ سعر خام برنت 85 دولارًا للبرميل لأول مرة منذ نوفمبر/تشرين الثاني.

ووفقًا لفاندانا هاري، مؤسسة شركة فاندا إنسايتس لتحليل أسواق النفط لوكالة رويترز، فإن “العقود الآجلة للنفط الخام تسجل تراجعًا طفيفًا عن أعلى مستوياتها خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، ومن المتوقع أن تدخل في مرحلة تثبيت في انتظار المزيد من التطورات”.

وعلى الرغم من هذا التراجع الطفيف، تستمر أسعار النفط في ارتفاعها خلال الأسبوع، مع توقعات إيجابية من وكالة الطاقة الدولية بشأن العرض والطلب على النفط في المستقبل.

وقد رفع أحدث تقرير لوكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب العالمي على النفط في عام 2024 للمرة الرابعة منذ نوفمبر/تشرين الثاني، متوقعةً زيادة الطلب بمعدل 1.3 مليون برميل يوميًا، بارتفاع يبلغ 110 ألف برميل يوميًا عن الشهر السابق.

وتأتي هذه التعديلات التصاعدية نتيجة للتوترات الجيوسياسية المتنامية، بما في ذلك هجمات الحوثيين التي أثرت بشكل كبير على سلاسل التوريد بالبحر الأحمر وزادت المخاوف بشأن العرض.

ديناميات المخزون

انخفضت مخزونات النفط الخام الأميركية بشكل غير متوقع خلال الأسبوع الماضي، ويرجع ذلك إلى زيادة عمليات المعالجة في المصافي، إضافة إلى انخفاض مخزونات البنزين بالتزامن مع ارتفاع الطلب.

أبرز تقرير إدارة معلومات الطاقة (EIA) هذه التحولات غير المتوقعة في المخزون، مما يؤكد على توازن العرض والطلب في سوق النفط.

واستمرت التوترات الجيوسياسية في التأثير على السوق، حيث أدت الضربات الأوكرانية على مصافي النفط الروسية إلى حريق في أكبر مصفاة تابعة لشركة روسنفت، مما زاد من المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات.

تؤكد مثل هذه الحوادث الضعف العالمي لبنية التحتية الطاقوية في مواجهة التوترات الجيوسياسية، مما يزيد من حالة عدم اليقين داخل السوق.

في المستقبل، يراقب محللو السوق بعناية التطورات داخل “أوبك بلس” والدول غير الأعضاء فيها. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن الدول خارج “أوبك بلس” ستقود نمو إنتاج النفط العالمي على المدى القريب.

من المحتمل أن يعوض هذا النمو تخفيضات الإنتاج الطوعية من قبل “أوبك بلس”، مما قد يؤثر على الاستقرار في الأسواق وسط مخاوف من زيادة الإمدادات.

وعلى الرغم من توقعات حدوث تقلبات قصيرة المدى، فإن العوامل الأساسية مثل توقعات الطلب والعرض والتوترات الجيوسياسية ستظل تلعب دورًا مهمًا في تحديد اتجاهات سوق النفط.

زر الذهاب إلى الأعلى