بلومبيرغ: شركات السيارات الكهربائية الصينية تتجه للتوسع العالمي وسط قيود داخلية

كشف تقرير حديث نشرته وكالة بلومبيرغ أن شركات السيارات الكهربائية الصينية بدأت تتحرك بوتيرة متسارعة نحو الاستثمار في الخارج، بعد أن واجهت قيودًا متزايدة في السوق المحلية نتيجة السياسات الحكومية الهادفة إلى كبح ما تصفه بكين بـ”المنافسة المفرطة”.
ووفق التقرير، يمثل هذا التوجه تحولًا إستراتيجيًا يسعى إلى إيجاد أسواق جديدة بعد تشبع الداخل وارتفاع الضغوط السياسية والاقتصادية.
استثمارات خارجية تتجاوز الداخل
استنادًا إلى بيانات مجموعة “روديوم”، استثمرت شركات سلسلة توريد مركبات الطاقة الجديدة نحو 16 مليار دولار في الخارج خلال العام الماضي، معظمها في مصانع بطاريات، وهو رقم يفوق لأول مرة الاستثمارات المحلية البالغة 15 مليار دولار. واعتبرت بلومبيرغ هذا التحول “نقطة انعطاف فارقة” في مسار توسع القطاع.
تقليص فائض الإنتاج
وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يسعى عبر هذه السياسات إلى تقليص الطاقات الإنتاجية المفرطة، التي أدت إلى انخفاض الأسعار داخليًا وأثارت استياء خارجيًا، حيث كانت المصانع الصينية تنتج أكثر بكثير من قدرة المستهلك المحلي على الاستيعاب قبل تصدير الفائض للأسواق الدولية.
ترحيب دولي وتحفظ أميركي
رحبت دول مثل البرازيل والمجر بالاستثمارات الصينية، فيما بقيت الولايات المتحدة على موقفها المتحفظ. ونقلت بلومبيرغ عن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت قوله إن القاعدة الصناعية الصينية تشبه “المكانس في أحد أفلام ديزني الكرتونية، التي تواصل حمل دلاء الماء بلا توقف”، مشيرًا إلى أن هذا هو “نموذج الأعمال الصيني”.
وأكد بيسنت أن الاستثمارات الصينية لن تكون جزءًا من أي اتفاق تجاري مع واشنطن، مشددًا على أن التحدي الحقيقي يتمثل في تحفيز المستهلك الصيني لشراء الإنتاج المحلي بدل الاعتماد على التوسع الخارجي.
مصانع جديدة في الأسواق الناشئة وأوروبا
من أبرز الأمثلة على هذا التوجه، مصنع شركة “بي واي دي” الجاري إنشاؤه في مدينة كاماكساري البرازيلية، والذي يُعد أول مصنع للسيارات الكهربائية للشركة خارج آسيا. وترى بلومبيرغ أن مثل هذه المشاريع تمثل “موجة جديدة” من الاستثمارات الصينية الموجهة إلى الأسواق الناشئة وأوروبا الشرقية، ما يفتح فصلًا جديدًا من المنافسة في صناعة السيارات العالمية.
ملامح مرحلة جديدة
خلص التقرير إلى أن التوسع الخارجي لشركات السيارات الكهربائية الصينية قد يُعيد رسم قواعد اللعبة في سوق السيارات العالمي، لكنه لن يرضي واشنطن التي تركز على إعادة التوازن في الاستهلاك داخل الصين. واعتبر أن القصة الصينية مستمرة “على النهج ذاته”، حيث يُصدَّر فائض الإنتاج إلى الخارج، لكن هذه المرة في شكل مصانع بدلاً من بضائع جاهزة.







