ثقافة

معرض الكتاب الدولي بالرباط يواصل فعالياته لليوم الرابع بحضور ثقافي مميز

تتواصل فعاليات الدورة الثلاثين لمعرض الكتاب الدولي بالرباط لليوم الرابع على التوالي، وسط برنامج غني ومتنوع وحضور جماهيري لافت، يغلب عليه الكتّاب والمثقفون وطلبة المدارس والجامعات.

وكان المعرض قد انتقل من الدار البيضاء إلى الرباط في عام 2022، ليتسم بتنظيم أفضل مقارنة بالنسخ السابقة، رغم تسجيل انخفاض نسبي في أعداد الزوار.

وفي حديث لوكالة رويترز، قال بسام كردي، مدير نشر المركز الثقافي للكتاب ونائب رئيس اتحاد الناشرين المغاربة:
“أشارك في المعرض للمرة الثلاثين. من الطبيعي وجود اختلافات بين الدورات، لكن ما يميز معرض الرباط، خصوصًا هذه الدورة، هو الجمالية ونوعية الزوار، حيث يغلب عليهم المثقفون والأسر.”
وأضاف:
“الناشر اليوم لم يعد يبحث عن كثرة الزوار، بل عن جودة الحضور؛ فالازدحام قد يضر بعض دور النشر مثل دارنا. نحن نفضل أن يحظى الزائر بفرصة التأمل والاختيار بعناية بعيدًا عن الضوضاء.”

وأشار كردي إلى أن معرض الرباط يتمتع برُقيّ أعلى مقارنة بمعرض الدار البيضاء، معتبرًا أن الأخير كان يُقام في موقع شعبي مزدحم، في حين يتميز المعرض الحالي بموقع أكثر تنظيمًا وانتقائية.

تنظيم المعرض وتحديات البنية التحتية

يقام المعرض بالقرب من غابة ابن سينا (المعروفة أيضًا بهيلتون)، على مساحة تبلغ 8068 مترًا مربعًا، وسط أجواء هادئة. ومع ذلك، لم يتم بعد بناء مقر دائم للمعرض، ويُقام للسنة الرابعة على التوالي في خيام ضخمة مجهزة.

وعبّر أحد مسؤولي دار الحكمة للنشر عن استغرابه من استمرار إقامة المعرض في الخيام، قائلاً:
“ربما كان هناك مبرر خلال جائحة كورونا، أو في السنة الثانية من انتقال المعرض إلى الرباط، لكن اليوم لم يعد هناك أي مبرر لعدم بناء مركز دائم.”

مشاركة دولية واسعة وضيف شرف مميز

تشارك في الدورة الحالية 51 دولة ممثلة بـ775 عارضًا، منهم 311 عارضًا مباشرًا و464 عارضًا غير مباشر، بينما تجاوز عدد العناوين المعروضة 100 ألف عنوان. وتم اختيار إمارة الشارقة ضيف شرف لهذه الدورة، تقديرًا لدورها الثقافي الرائد.

الكتب الفكرية والفلسفية تتصدر اهتمام الزوار

أفاد محمد فزيق، ممثل دار صوفيا الكويتية للنشر، بأن المشاركة خلال هذه الدورة كانت “ضعيفة نسبيًا من حيث الكم والمبيعات”، مرجعًا ذلك إلى بدايات المعرض وبعض التأخير في وصول الشحنات. وأشار إلى أن الإقبال يتركز بشكل أساسي على الكتب الفكرية والفلسفية، مضيفًا:
“معرض الدار البيضاء كان أكثر كثافة من حيث الزوار، ولكن لا يمكن إنكار أن تنظيم معرض الرباط أفضل.”

وأوضح فزيق أن ارتفاع الأسعار العالمية أثر على حركة المبيعات، حيث بقيت أسعار الكتب مرتفعة مقارنة بالقدرة الشرائية للمواطنين.

وفي السياق ذاته، أكد بسام كردي أن جمهور المركز الثقافي للكتاب يتكون أساسًا من النخبة الفكرية والأكاديمية، قائلًا:
“لدينا أسماء وازنة في مجالات الفكر والفلسفة، والإقبال على منشوراتنا جيد من حيث الجودة والنوعية.”

أما الطالبة الباحثة في سلك الدكتوراه سمية الزرهوني، فقد أعربت عن سعادتها بزيارتها للمعرض، مشيرة إلى أنها وجدت مجموعة من الكتب النادرة في الفكر والفلسفة والسياسة، رغم ارتفاع أسعارها. وقالت:
“هذه الكتب ستدعم بحثي الأكاديمي، ولا تتوفر بسهولة خارج المعرض، لذا أرى أنها تستحق الاقتناء رغم كلفتها.”

زر الذهاب إلى الأعلى