دراسة فرنسية: النظام النباتي يحمي القلب بشرط جودة الغذاء وتقليل التصنيع

أظهرت دراسة فرنسية حديثة أن اتباع نظام غذائي نباتي يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لحماية القلب، لكن فقط عندما يعتمد على أطعمة ذات جودة غذائية عالية وقليلة المعالجة الصناعية. الدراسة التي أجراها باحثون من المعهد الوطني للبحوث الزراعية (INRAE)، والمعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية (Inserm)، وجامعة السوربون، أكدت أن القيمة الصحية للأطعمة النباتية تتراجع بشكل ملحوظ عند الإفراط في استهلاك المنتجات فائقة التصنيع مهما كان أصلها النباتي.
واعتمد الباحثون في دراستهم -المنشورة في مجلة “لانسيت للصحة الإقليمية”- على بيانات لأكثر من 63 ألف بالغ تمت متابعتهم لمدة متوسطها 9.1 سنوات، مع متابعة بعضهم لمدة تصل إلى 15 عامًا. وشملت التحليلات تقييم محتوى الدهون والسكر والملح والفيتامينات المضادة للأكسدة، إضافة إلى مستوى المعالجة الصناعية للأطعمة المستهلكة.
وأظهرت النتائج تباينًا حادًا بين الأنماط الغذائية النباتية المختلفة، إذ انخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 40% لدى الأشخاص الذين تناولوا أطعمة نباتية عالية الجودة وقليلة المعالجة، مثل الفواكه والخضراوات الطازجة والبقوليات والحبوب الكاملة غير المصنعة.
في المقابل، لم يُسجَّل أي انخفاض في الخطر لدى من يعتمدون على أطعمة نباتية فائقة التصنيع، حتى لو تميزت بجودة غذائية عالية، مثل الخبز الأسمر الجاهز، الحساء المعلّب، الأطباق الجاهزة، والسلطات التجارية.
وتزداد الخطورة لدى الأشخاص الذين يستهلكون أطعمة نباتية منخفضة الجودة وغنية بالمعالجة، مثل رقائق البطاطس، المشروبات المحلاة، الحلويات، وحبوب الإفطار السكرية، حيث ارتفع لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 40% مقارنة بغيرهم ممن يعتمدون على أطعمة نباتية طازجة وقليلة التصنيع.
وتشير الدراسة إلى أن التركيز على “كمية” الأطعمة النباتية وحده لا يكفي لتحسين الصحة، بل إن “جودة” مكونات النظام الغذائي ودرجة تصنيعها تُعدان العاملين الحاسمين. كما تدعم النتائج السياسات الصحية التي تدعو إلى استهلاك الأطعمة النباتية الطازجة أو المجمدة أو المعلبة عالية الجودة دون إضافات ضارة، مع خفض استهلاك المنتجات فائقة التصنيع حتى وإن كانت من مصادر نباتية.







