دواء ميمانتين.. نتائج واعدة في تحسين مهارات التواصل لدى المراهقين المصابين بالتوحد

كشفت دراسة طبية حديثة عن إمكانية أن يشكّل دواء ميمانتين، المستخدم أساسًا لعلاج ألزهايمر، خيارًا علاجيًا واعدًا للمراهقين المصابين باضطراب طيف التوحد، خصوصًا فيما يتعلق بتعزيز مهارات التواصل الاجتماعي لديهم.
وبحسب الدراسة التي أجراها باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام بمدينة بوسطن، ونُشرت في مجلة جاما أوبن نيتورك مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فإن تناول ميمانتين يوميًا قد يسهم في تحسين مجموعة من السلوكيات المرتبطة بالتوحد، مثل ضعف التواصل البصري، وصعوبات فهم المشاعر، وفرط النشاط.
نتائج الدراسة
تابع الباحثون عشرات المراهقين الأميركيين المصابين بالتوحد، وأظهرت النتائج أن أكثر من نصف من تناولوا ميمانتين سجلوا تحسنًا ملحوظًا في التواصل الاجتماعي، مقابل خُمس فقط ممن تلقّوا دواءً وهميًا.
ويُعرف ميمانتين بأنه دواء يحد من تدهور الوظائف الدماغية ويحمي الخلايا العصبية، وقد لاحظ الفريق العلمي ارتفاع احتمالية الاستجابة للعلاج بـ 4.8 مرات مقارنة بالعلاج الوهمي.
دواء مصمم لألزهايمر.. بآفاق علاجية جديدة
ميمانتين –المعروف تجاريًا باسم إبيكسا– معتمد للاستخدام لدى مرضى ألزهايمر في المراحل التي لا يستجيبون فيها للعلاجات التقليدية. ويعمل العقار عبر منع التأثيرات الزائدة لمادة الغلوتامات في الدماغ، والتي يُعتقد أن لها دورًا في تطور الخرف.
الدراسة الحديثة تشير إلى أن الدواء كان مقبولًا وآمنًا لدى المراهقين المصابين بالتوحد غير المصحوب بإعاقة ذهنية، كما ارتبط بتحسن واضح في السلوكيات المرتبطة بالاضطراب.
توصيات الباحثين
على الرغم من النتائج المشجعة، يؤكد الخبراء ضرورة إجراء مزيد من الدراسات السريرية قبل اعتماد ميمانتين كعلاج أساسي لاضطراب طيف التوحد، لضمان فعاليته وسلامته على المدى الطويل.
ويختم الباحثون بأن هذه المعطيات “تشير بقوة إلى أن ميمانتين قد يمثل خيارًا علاجيًا فعّالًا نسبيًا، من شأنه تحسين جودة حياة نسبة كبيرة من المرضى في حال تأكيده بأبحاث موسعة”.







