الرياضة

فيرتز بين الانتظار والانتقادات: هل أخطأ ليفربول في توظيف جوهرته الألمانية؟

منذ انتقال فلوريان فيرتز إلى ليفربول بصفقة ضخمة بلغت 116 مليون جنيه إسترليني (132 مليون يورو) قادماً من باير ليفركوزن، لم يتمكن النجم الألماني الشاب من تقديم المستوى المنتظر، ولم ينجح حتى الآن في تسجيل أي هدف أو صناعة تمريرة حاسمة في الدوري الإنجليزي، ما جعله تحت ضغط وانتقادات متواصلة.

الانتقادات بلغت ذروتها بعد الخسارة أمام مانشستر سيتي بثلاثية نظيفة، حين قال غاري نيفيل عبر “سكاي سبورتس”: “فيرتز يبدو كأنه صبي صغير، وهذا لا يليق بالدوري الإنجليزي”. هذا التعليق اختصر المشكلة الأساسية: ضعف الجانب البدني. فالدوري الإنجليزي معروف بقوته وصلابته، وهو ما جعل اللاعب يعاني في الالتحامات.

إحصائياً، انخفضت نسبة نجاح فيرتز في الالتحامات من 45% في ألمانيا إلى 35% في إنجلترا، كما تراجعت فاعليته في الكرات الهوائية إلى 11% فقط. أما المحللان ميكا ريتشاردز وجو كول فوصفاه بـ”الخفيف بدنيًا”، في إشارة إلى أنه لم يتأقلم بعد مع وتيرة اللعب السريعة والعنيفة في إنجلترا.

تكتيكياً، يواجه فيرتز صعوبة في إيجاد موقعه المناسب داخل منظومة آرني سلوت. ففي ليفركوزن، كان محور الإبداع وصانع الإيقاع الهجومي، بينما في ليفربول تراجعت أرقامه بشكل ملحوظ، إذ انخفض متوسط لمساته من 80 لمسة في المباراة إلى 58 فقط، ومن 45 لمسة في الثلث الهجومي إلى 27 لمسة. هذا التراجع يرتبط بتغير موقعه في الملعب، إذ أصبح يلعب أقرب إلى الجهة اليمنى أو العمق المزدحم بدلاً من الجهة اليسرى التي اعتادها.

ورغم ذلك، تظهر الأرقام أن فيرتز لا يزال يقدم لمحات من بريقه، إذ خلق 16 فرصة محققة في الدوري لم تُترجم إلى أهداف، كما صنع تمريرات مؤثرة لزملائه مثل محمد صلاح وسوبوسلاي، لكن غياب اللمسة الأخيرة جعل مساهماته تبدو محدودة على الورق.

المشكلة إذن ليست في الموهبة، بل في التأقلم. ففيرتز ينتقل من بيئة تكتيكية منضبطة في ألمانيا إلى دوري يعتمد على السرعة والقوة البدنية. يحتاج اللاعب إلى وقت ودعم تكتيكي يمنحه الحرية والثقة لاستعادة إبداعه، تماماً كما فعل في البوندسليغا.

ليفربول يمتلك جوهرة ألمانية حقيقية، لكن صقلها في بيئة جديدة يتطلب صبراً من الجماهير وذكاء من المدرب آرني سلوت. ويبقى السؤال المطروح: كم من الوقت سيستغرق فيرتز ليصبح القائد الهجومي الذي انتظره أنفيلد؟

زر الذهاب إلى الأعلى