الأخبار الدولية

هدية برائحة الدبلوماسية: عطر ترامب يثير الجدل بعد لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع

شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية موجة واسعة من التفاعل عقب انتشار مقطع فيديو يظهر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يقدم عطراً ويرش منه على الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال زيارته الرسمية إلى البيت الأبيض في العاصمة واشنطن مساء الثلاثاء الماضي.

المشهد الذي بدا عفوياً في لحظته تحوّل إلى حديث الرأي العام، حيث انشغل رواد المنصات بالتكهن حول نوع العطر الذي اختاره ترامب ليكون هديته الرسمية للشرع، وسط تعليقات تراوحت بين التحليل السياسي والطرافة الرمزية.

عطر “Victory 45-47”.. دلالة تتجاوز الرائحة

تداول عدد من المدونين أن العطر الذي أهداه ترامب هو “Victory 45-47”، من إنتاج علامة ترامب الخاصة، والذي طُرح في الأسواق عام 2025.
ويتكوّن العطر من مزيج مميز يجمع بين الهيل ونوتات الفوجير في المقدمة، وإبرة الراعي في القلب، بينما تُشكل الأخشاب وخشب العنبر قاعدة العطر، ما يمنحه طابعاً فخماً يعكس القوة والثقة.

ويرى متابعون أن تسمية العطر “Victory 45-47” ليست صدفة، إذ تشير إلى انتصاري ترامب الانتخابيين باعتباره الرئيس الـ45 والـ47 للولايات المتحدة، ما يمنح الهدية بعداً رمزياً يعبر عن الفخر والإنجاز والاستمرارية.

رمزية الهدايا العطرية في الدبلوماسية

يؤكد خبراء العطور أن اختيار العطر كهدية رسمية يتجاوز كونه لفتة أنيقة، فهو يحمل في طياته دلالات عاطفية وسياسية في آن واحد. فالعطر — بحسبهم — وسيلة راقية للتعبير عن التقدير والاحترام، ورسالة ناعمة تنقل مشاعر الود والتقارب دون كلمات.

وفي هذا السياق، اعتبر بعض المراقبين أن تقديم ترامب لعطره الخاص يعكس رغبته في إرسال رسالة رمزية إلى القيادة السورية الجديدة، مفادها التقارب والانفتاح، فيما رأى آخرون أن الهدية تمثل تعبيراً عن الإعجاب الشخصي بالشرع ونهجه السياسي الجديد.

زجاجة عطر.. برسائل غير منطوقة

وعلّق عدد من المستخدمين على مواقع التواصل بأن العطور في البروتوكول السياسي لا تُقدَّم عبثاً، إذ تُختار روائحها بعناية لتجسد معاني محددة مثل الاحترام، الثقة، أو الإعجاب بالمُهدى إليه.
فالهدية في هذه الحالة — وفق تعبير أحد المعلقين — ليست مجرد زجاجة فاخرة، بل رسالة عطرة تعبّر عن نية حسنة ودفء في العلاقات، تحملها الرائحة قبل الكلمات.

وبينما تباينت التحليلات حول مغزى العطر ومراميه، يبقى المشهد ذاته مثالاً لافتاً على كيفية توظيف الرمزية في لغة الدبلوماسية الحديثة، حيث يمكن لعطر صغير أن يثير نقاشاً كبيراً يتجاوز حدود الرائحة إلى عمق السياسة.

زر الذهاب إلى الأعلى