دراسة أميركية تكشف بروتيناً مفتاحياً يقاوم علاج سرطان البنكرياس وتطوّر دواء واعداً لاستهدافه

في تقدم علمي لافت، نجح فريق بحثي أميركي في كشف آليات بيولوجية معقدة تحمي خلايا سرطان القناة البنكرياسية الغدي من العلاجات التقليدية، وحدد بروتينًا رئيسيًا يساعد الورم على الصمود ضد العلاج الكيميائي والإشعاعي والمناعي. كما طوّر الباحثون دواءً تجريبياً جديداً أظهر نتائج مشجعة في تقليل حجم الورم وزيادة معدلات البقاء في النماذج الحيوانية.
بروتين يقوّي دفاعات الورم
يمتاز سرطان البنكرياس ببيئة دقيقة خاصة تشكل حاجزًا دفاعيًا يحمي الخلايا السرطانية ويُضعف استجابة الجسم المناعية، كما يعرقل وصول الأدوية. ويُعد هذا النوع من أكثر السرطانات فتكًا، إذ لا تتجاوز نسبة البقاء لخمس سنوات 10%.
البحث الذي قاده علماء من جامعة سينسيناتي كشف أن بروتينًا يُعرف باسم Hsp70 يلعب دورًا محوريًا في تعزيز المناعة المثبطة داخل الورم ومنع الخلايا المناعية من مهاجمته. ورغم معرفة دوره العام في الحفاظ على توازن الخلايا سابقًا، فإن دوره كعامل مقاومة علاجية في سرطان البنكرياس لم يُدرس بعمق من قبل.
تطوير دواء يستهدف الخلايا السرطانية بدقة
استجابة لهذه النتائج، طور الفريق دواءً مبتكرًا يحمل اسم SapC-DOPG، يعمل عبر الارتباط بمادة دهنية تدعى الفوسفاتيديل سيرين تتواجد على سطح الخلايا السرطانية، مما يسمح باستهدافها مباشرة دون الإضرار بالخلايا السليمة. التجارب على الحيوانات أظهرت انخفاضًا ملموسًا في حجم الورم وزيادة معدلات النجاة.
ويمتد هذا العمل من أبحاث سابقة للعالم شياويانغ تشي الذي طور دواءً مشابهاً (SapC-DOPS) يخضع حاليًا للمرحلة الثانية من التجارب السريرية لعلاج سرطان الرئة، ما يفتح آفاقًا واسعة لتطبيقات علاجية مستقبلية.
عرض النتائج في منتدى علمي عالمي
عُرضت نتائج الدراسة خلال المؤتمر الخاص للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان حول سرطان البنكرياس الذي عُقد في بوسطن نهاية سبتمبر/أيلول، كما نُشرت تفاصيلها سابقًا في دراستين علميتين مطلع العام، لتشكل خطوة جديدة في سباق تطوير حلول فعالة ضد أحد أكثر السرطانات تعقيدًا وصعوبة في العلاج.







