واشنطن تضغط لتمكين عناصر حماس من مغادرة رفح بعد استلام جثمان غولدن.. وكوشنر في تل أبيب لبحث الملف

كشفت صحيفة جيروزاليم بوست أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بضرورة السماح لعناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المحاصرين في رفح جنوبي قطاع غزة بمغادرة المنطقة عقب تسليم جثمان الأسير الإسرائيلي هدار غولدن، في خطوة تُطرح ضمن ترتيبات سياسية وأمنية جديدة في القطاع.
ووفق الصحيفة، أوضح مسؤولون أميركيون لإسرائيل أن واشنطن تسعى للوصول إلى حل يتعلق بمقاتلي حماس العالقين في رفح التي ما زالت خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي. وتتمثل المبادرة الأميركية في السماح للمقاتلين بتسليم أسلحتهم ومغادرة المنطقة، تمهيدًا لإطلاق عملية إعادة إعمار رفح، في إطار خطة تجريبية ضمن مشروع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لنزع سلاح حماس.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الضغوط الأميركية مكثفة، مرجحًا أن تضطر تل أبيب إلى إبداء مرونة في هذا الملف، معتبراً أنه “لن يكون أمام إسرائيل خيار سوى التوصل إلى تسوية”. كما رجّح المصدر أن تُدفع إسرائيل لتقديم تنازلات تشمل السماح لمقاتلي الحركة بالخروج عبر ممر آمن.
من جانبها، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن مسؤولين في تل أبيب بحثوا إمكانية تقديم التزام لواشنطن بعدم استهداف عناصر حماس في الأنفاق مقابل استسلامهم وخضوعهم للتحقيق الإسرائيلي.
وفي السياق، ذكرت القناة الإسرائيلية الـ12 أن إدارة ترامب مارست ضغوطًا على حماس لإعادة جثمان غولدن، الذي أُسر خلال حرب 2014، بهدف تهيئة الأرضية للتوصل إلى اتفاق ينهي وضع مقاتلي الحركة المحاصرين في أنفاق رفح.
زيارة كوشنر وتفعيل المرحلة الثانية من الاتفاق
وصل المبعوث الأميركي جاريد كوشنر أمس إلى إسرائيل، حيث من المتوقع أن يجتمع اليوم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لبحث ملف مقاتلي حماس في رفح، إلى جانب مناقشة بدء تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأميركية التي أدت إلى وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر الماضي. كما ينتظر وصول المبعوث ستيفن ويتكوف لاحقًا إلى تل أبيب لاستكمال المشاورات.
موقف القسام
في المقابل، شددت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على رفضها لأي محاولة لفرض الاستسلام على مقاتليها المحاصرين في رفح، مؤكدة في بيان لها أن “الاستسلام أو تسليم النفس ليسا واردين في قاموس القسام”، ومحذرة إسرائيل من أي مواجهة محتملة في المنطقة.
تأتي هذه التحركات السياسية وسط أجواء من الترقب بشأن مصير المقاتلين المحاصرين، واحتمالات بلورة تسوية أمنية وسياسية جديدة في جنوب القطاع خلال الفترة المقبلة.







