الصحة

دراسة صينية تكشف تقنية جديدة لإنتاج خلايا سي إيه آر تي داخل جسم المريض لعلاج السرطان

كشفت دراسة علمية حديثة عن تقنية مبتكرة لإنتاج الخلايا التائية المعدلة وراثيًا “سي إيه آر تي” (CAR T) داخل جسم المريض مباشرة، بما يتجاوز القيود المرتبطة بالطرق المخبرية التقليدية، ويعد خطوة واعدة في علاج السرطان.

وتعتمد تقنية سي إيه آر تي على تعديل الخلايا التائية في جهاز المناعة جينيًا لتزويدها بمستقبلات خاصة تمكنها من التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بدقة، وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحًا كبيرًا في علاج بعض أنواع سرطانات الدم. لكن العلاج ما يزال محدودًا في الأورام الصلبة، ويواجه تحديات إنتاجية ومالية تجعل الوصول إليه صعبًا في بعض الحالات.

ويؤكد الباحثون أن النهج الجديد، الذي يسمح بتعديل الخلايا مباشرة داخل الجسم بدل تصنيعها في المختبر، يوفر كفاءة أعلى وسرعة في التطبيق مع انخفاض التكاليف مقارنة بالطرق التقليدية، ما قد يحدث نقلة نوعية في علاج السرطان.

تحديات الإنتاج التقليدي

رغم نجاح خلايا سي إيه آر تي في علاج الأورام الدموية، إلا أن إنتاجها خارج الجسم يبقى معقدًا ومكلفًا ويستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وتشمل العملية عدة مراحل:

  • أخذ خلايا المناعة من المريض وعزل الخلايا التائية.
  • تنشيطها وتعديلها وراثيًا لإضافة المستقبلات الخاصة لمهاجمة الخلايا السرطانية.
  • مضاعفة الخلايا في المختبر وفحص جودتها وسلامتها قبل إعادة حقنها في المريض.

وتزداد صعوبة الطريقة لأنها تجرى لكل مريض على حدة، مما يحد من سرعة العلاج واستجابته للأمراض سريعة التطور ويعيق تلبية احتياجات جميع المرضى في الوقت المناسب.

خطوة ثورية في العلاج

تعتمد الطريقة الجديدة على إرسال التعليمات الجينية مباشرة إلى الخلايا التائية داخل جسم المريض، لتصبح قادرة على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها خلال ساعات قليلة فقط، دون الحاجة إلى المراحل الطويلة في المختبر.

ومن مزايا هذا الأسلوب:

  • إنتاج عدد أكبر من الخلايا المعدلة بسهولة.
  • خفض التكاليف مقارنة بالطرق التقليدية.
  • الحفاظ على كفاءة الخلايا التائية، ما يعزز فعالية العلاج.

ويشير الباحثون إلى أن هذه التقنية واعدة بشكل خاص لعلاج السرطانات سريعة التطور، باستخدام أنظمة دقيقة تعتمد على الجسيمات النانوية والنواقل الفيروسية لإيصال التعليمات الجينية بكفاءة، مع الحفاظ على استقرار عمل الخلايا.

ورغم نسب النجاح المرتفعة، يظل هذا النهج محفوفًا بتحديات بحثية مهمة، مثل احتمال تأثيره على خلايا سليمة، أو استجابة مناعية غير مرغوبة، أو حدوث طفرات جينية. ويحتاج العلماء إلى المزيد من الدراسات لضمان سلامة هذا العلاج قبل تطبيقه على نطاق واسع، مع تحقيق التوازن بين خفض التكلفة وضمان كفاءة الخلايا المعدلة.

الدراسة أعدها باحثون من أقسام أمراض الدم والأورام في مستشفيات جامعة البحرية الطبية في شانغهاي ومقاطعة شاندونغ في الصين، ونشرت في مجلة Genes & Diseases في أغسطس الماضي، وناقشها موقع يوريك أليرت العلمي.

زر الذهاب إلى الأعلى