جدل واسع بعد تحذير الخارجية الأميركية من هجوم محتمل لحماس على غزة

أثار إعلان وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الأحد، أن واشنطن أطلعت الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة على تقارير “موثوقة” عن انتهاك وشيك للاتفاق من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
وحذرت الخارجية في بيان رسمي من أن “الهجوم المخطط له ضد المدنيين في غزة يشكل انتهاكاً مباشراً وخطيراً لاتفاق وقف إطلاق النار، ويقوض التقدم الكبير الذي تحقق عبر جهود الوساطة”.
وشدد البيان على أنه “إذا مضت حماس في تنفيذ الهجوم، فسيتم اتخاذ إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على وقف إطلاق النار”، مؤكداً أن “الدول الضامنة ملتزمة بضمان سلامة المدنيين والحفاظ على الهدوء على الأرض”.
لكن البيان أثار موجة انتقادات وغضباً بين المغردين الفلسطينيين، الذين رأوا فيه “جهداً لحماية الميليشيات المتعاونة مع الاحتلال الإسرائيلي”. وأشار ناشطون إلى أن هذه المجموعات وُصفت سابقاً بأنها عصابات، في حين عدل الخطاب الأميركي بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حسب وصفهم.
ورأى بعض المعلقين أن البيان يتحدث عن “هجمات محتملة لم تقع بعد”، ويبدو أنه يقصد عمليات تخطط حماس لتنفيذها ضد ميليشيات مثل مجموعة “أبو شباب” وغيرها من الجماعات المسلحة. وتساءل مغردون: “إذا كانت واشنطن حريصة فعلاً على المدنيين في غزة، فلماذا سقط أكثر من 70 ألف شهيد؟ ولماذا دُمرت المدينة وتُرك القطاع يواجه حصاراً ومجاعة منذ عامين؟”.
ووصف آخرون البيان بأنه “مفاجئ وخطير في مفرداته”، متسائلين عن حقيقة ما يحدث: من يهاجم من، وكيف تتحدث واشنطن عن هجوم محتمل لحماية المدنيين؟
ورجح بعض المراقبين أن يكون البيان تمهيداً لتحرك سياسي أو ميداني محتمل في المستقبل، في ظل تصعيد الخطاب الأميركي تجاه حماس، وتزايد الإشارات إلى “خطر داخلي” في غزة. وأشاروا إلى أن تزامن البيان مع تحذيرات صادرة عن القيادة الوسطى للجيش الأميركي يعزز التكهنات بشأن وجود تحرك منسق أو محاولة لتبرير خطوات مقبلة تحت غطاء حماية المدنيين.
في المقابل، رأى آخرون أن ما صدر عن الخارجية الأميركية قد يكون مقدمة لتصعيد دبلوماسي أو عسكري، مؤكدين أن غزة قد تواجه أياماً صعبة جديدة، حيث يصبح الهدوء فيها مؤقتاً حتى تأذن الجهات المحتلة بانتهائه.