الرياضة

زيكو.. المايسترو الذي صنع أسطورته بلا كأس عالم

قليلة هي الأسماء التي تلمع في تاريخ كرة القدم كما يلمع اسم الأسطورة البرازيلية آرثر أنتونيس كويمبرا، المعروف عالميا بلقب زيكو، الذي حفر اسمه في سجلات منتخب السليساو كأحد أبرز نجوم اللعبة، رغم أنه لم يتوج بكأس العالم.

زيكو لا يزال اللاعب الأكثر تسجيلا على ملعب ماركانا التاريخي، حيث أحرز 334 هدفا في 435 مباراة، كما خلد اسمه مع نادي فلامنغو بعد أن خاض بقميصه 731 مباراة سجل خلالها 508 أهداف، وهو إنجاز جعله رمزا خالدا في تاريخ النادي.

من شوارع ريو إلى مجد فلامنغو

وُلد زيكو في ريو دي جانيرو، وبدأت مسيرته الكروية من شوارع حي كوينتينو الشعبي. كان الأصغر بين ستة أشقاء، لكن موهبته المبكرة لفتت الأنظار، قبل أن يكتشفه المذيع الإذاعي سيلسو غارسيا ويمنحه لقب “بيليه الأبيض”.

انضم إلى فلامنغو في سن مبكرة، وسرعان ما أصبح أحد أعمدة الفريق الأول، وقاده إلى سبعة ألقاب في بطولة كاريوكا، وأربع بطولات برازيلية، إضافة إلى التتويج بكأس ليبرتادوريس وكأس إنتركونتيننتال عام 1981. كان ظهوره في الملعب أشبه بعرض فني يمزج بين المتعة والمهارة والقدرة على التسجيل من أي مكان.

نجم عالمي بلا تتويج مونديالي

على الساحة الدولية، شارك زيكو في ثلاث نسخ من كأس العالم (1978، 1982، 1986). في مونديال الأرجنتين 1978 قدم نفسه للعالم بركلة حرة رائعة أمام السويد، وفي إسبانيا 1982 كان القلب النابض لأجمل منتخب برازيلي هجومي لكنه اصطدم بإيطاليا وخرج مبكرا. أما في المكسيك 1986، ورغم معاناته من الإصابة، فقد أصر على المشاركة وسجل أمام فرنسا، غير أن منتخب بلاده ودع البطولة من ربع النهائي.

ورغم غياب اللقب العالمي، ظل أداؤه علامة فارقة في تاريخ كأس العالم.

المايسترو بلمسات لا تُنسى

لم يكن زيكو مجرد صانع ألعاب أو مهاجم، بل كان مايسترو يتحكم بإيقاع اللعب. امتاز بتمريراته الدقيقة ورؤيته المذهلة للملعب، إلى جانب تسديداته القوية وركلاته الحرة التي تحولت إلى أسطورة.

من أبرز أهدافه الساحرة هدفه في مرمى ألمانيا الغربية عام 1977، وركلته الحرة الشهيرة في نهائي ليبرتادوريس 1981، وهما لحظتان خلدتا موهبته كأحد أبرع لاعبي جيله.

إرث خالد يتجاوز حدود البطولات

أنهى زيكو مسيرة حافلة جعلته أيقونة تتجاوز حدود البرازيل. فقد مثل منتخب بلاده في 71 مباراة وسجل 48 هدفا، ورغم أن كأس العالم لم يدخل إلى خزائنه، فإن إرثه لا يزال حاضرا بقوة في ذاكرة كرة القدم.

لقد ترك زيكو بصمة لا تُمحى في أسلوب اللعب البرازيلي، وأصبح رمزا للمهارة والإبداع، وملهما لأجيال من عشاق اللعبة الجميلة، ليظل اسمه خالدا كواحد من أعظم لاعبي كرة القدم عبر التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى