الصحة

دراسة تكشف آلية تفادي سرطانات مرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري للجهاز المناعي

كشف باحثون من كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا كيف تنجح سرطانات عنق الرحم والحلق المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري في الإفلات من رقابة الجهاز المناعي، الأمر الذي قد يمهّد لتطوير علاجات مبتكرة أكثر فعالية.

ووفق الدراسة، التي نُشرت في مجلة العلاج المناعي للسرطان بتاريخ 19 أغسطس/آب الجاري، فإن السلالة الأكثر شيوعًا المسببة للسرطان، والمعروفة بـ فيروس الورم الحليمي البشري 16، تقوم بإعادة برمجة الخلايا المناعية المحيطة بالورم لتعطيل قدرتها الدفاعية. وأظهر الباحثون أن تثبيط هذه العملية في الفئران عزز بشكل ملحوظ قدرة العلاجات التجريبية على القضاء على الخلايا السرطانية.

دور البروتينات الفيروسية

أظهرت التجارب أن بروتيني E6 و E7 من الفيروس يحفّزان الخلايا المجاورة على إفراز بروتين مناعي التهابي يسمى إنترلوكين-23. هذا البروتين يعوق عمل الخلايا التائية، وهي خلايا مقاتلة أساسية في جهاز المناعة، ويمنعها من مهاجمة الأورام، ما يسمح للسرطان بالاستمرار في النمو.

وقال الدكتور دبليو مارتن كاست، رئيس قسم أبحاث السرطان في كلية كيك والمشارك في الدراسة:

“للقضاء على السرطان، تحتاج الخلايا التائية إلى التكاثر وتدمير الخلايا المصابة. غير أن بروتين إنترلوكين-23 يعطل هذه الوظيفة الحيوية، مما يؤدي إلى استمرار الورم”.

آفاق علاجية جديدة

تفتح هذه النتائج الباب أمام تحسين فعالية اللقاحات العلاجية التي يجري تطويرها حاليا لتُستخدم بعد الإصابة بالفيروس أو ظهور بوادر سرطانية. وبيّن الباحثون أن تثبيط بروتين إنترلوكين-23 يساعد على تمكين الخلايا التائية من استعادة دورها في التعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها.

يُذكر أن فيروس الورم الحليمي البشري 16 مسؤول عن أكثر من نصف حالات سرطان عنق الرحم ونحو 90% من حالات سرطان الحلق المرتبطة بالفيروس. ويمكن الوقاية منه مسبقًا عبر لقاح غارداسيل-9، لكن فعاليته تقتصر على من لم يتعرضوا للعدوى بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى